٦٧ ـ آليت حبّ العراق الدهر أطعمه |
|
والحبّ يأكله فى القرية السّوس |
أى آليت على حب العراق فحذف حرف الجر ونصب المجرور وظاهر قوله نقلا أن النقل راجع للنصب وليس كذلك بل هو راجع لحذف حرف الجر وأما النصب فليس بنقل ، وأشار إلى الثانى بقوله :
وفى أنّ وأن يطّرد |
|
مع أمن لبس كعجبت أن يدوا |
يعنى أن حذف حرف الجر مع أنّ وأن المصدريتين مطرد إذا أمن اللبس فتقول عجبت من أنك تقوم وعجبت أنك تقوم وعجبت من أن تقوم وعجبت أن تقوم وعجبت أن يدوا أى يعطوا الدية احترز بقوله مع أمن لبس من نحو رغبت من أن تقوم ورغبت عن أن تقوم فلا يجوز حذف حرف الجر هنا لئلا يلتبس وإنما اطرد حذف حرف الجر مع أنّ وأن لطولهما فى الصلة واختلف فى موضعهما بعد الحذف فقيل فى موضع جر وقيل فى موضع نصب وهو أقيس وقوله وإن حذف شرط وأدغم فاء حذف فى فاء الجواب بعد تسكينها ونقلا مصدر فى موضع الحال من الحذف المفهوم من حذف وفاعل يطرد ضمير عائد على الحذف المفهوم من حذف. ثم قال :
والأصل سبق فاعل معنى كمن |
|
من ألبسن من زاركم نسج اليمن |
إذا كان الفعل متعديا إلى اثنين من غير باب ظن فلا بد أن يكون أحدهما فاعلا فى المعنى وأصله أن يتقدم على ما ليس فاعلا فى المعنى كقولك أعطيت زيدا درهما فزيد هو الفاعل فى المعنى لأنه هو الذى أخذ الدرهم وكقولك ألبسن من زاركم نسج اليمن. فمن زاركم مفعول أول لألبسن ونسج اليمن مفعول ثان والأول هو الفاعل فى المعنى لأنه هو الذى لبس نسج اليمن ونسج مصدر بمعنى اسم مفعول أى منسوج.
ويلزم الأصل لموجب عرا |
|
وترك ذاك الأصل حتما قد يرى |
ثم إن المفعول الأول فى ذلك على ثلاثة أقسام قسم يجب فيه تقديم ما هو فاعل فى
__________________
(٦٧) البيت من البسيط ، وهو للمتلمس فى ديوانه ص ٩٥ ، وتخليص الشواهد ص ٥٠٧ ، والجنى الدانى ص ٤٧٣ ، وخزانة الأدب ٦ / ٣٥١ ، وشرح التصريح ١ / ٣١٢ ، وشرح شواهد المغنى ١ / ٢٩٤ ، والكتاب ١ / ٣٨ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٥٤٨ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٢ / ١٨٠ ، وشرح الأشمونى ١ / ١٩٧ ، ومغنى اللبيب ١ / ٩٩.
والشاهد فيه قوله : «آليت حب العراق» حيث حذف حرف الجر (والأصل : على حب العراق) ونصب «حبّ».