٧٩ ـ ولا ينطق الفحشاء من كان منهم |
|
إذا جلسوا منّا ولا من سوائنا |
وقال الأعشى :
وما قصدت من أهلها لسوائنا ا ه
واستدل المصنف على مذهبه بأدلة واستشهد بشواهد هى مذكورة فى كتبه فلا نطيل بها وفهم من قوله على الأصح أن مذهب سيبويه صحيح إلا أن مذهبه أصح منه ووقف على اجعلا بالألف لأنها مبدلة من نون التوكيد الخفيفة. ثم أشار إلى القسم الثالث والرابع فقال :
واستثن ناصبا بليس وخلا |
|
وبعدا وبيكون بعد لا |
ذكر فى هذا البيت من أدوات الاستثناء أربعة : منها ما لا يستعمل إلا فعلا وهو ليس ولا يكون والمستثنى بهما واجب النصب نحو قام القوم ليس زيدا ولا يكون عمرا وما قام أحد ليس زيدا ولا يكون عمرا وهو خبر لهما واسمهما ضمير مستتر عائد على البعض المفهوم من الكلام والتقدير ليس بعضهم زيدا ولا يكون بعضهم عمرا. ومنها ما يستعمل فعلا فينصب ما بعده ، وحرف جر فيجر ما بعده وهو خلا وعدا ، ولهما حالتان : الأولى تجردهما من ما ، والثانية اقترانهما بها فإذا كانا مجردين من ما جاز فيهما وجهان النصب والجر والأرجح النصب وفهم ذلك من ذكره لهما مع ليس ولا يكون وإلى ذلك أشار بقوله :
واجرر بسابقى يكون إن ترد |
|
وبعد ما انصب وانجرار قد يرد |
يعنى أن سابقى يكون فى البيت الذى قبل هذا وهما خلا وعدا يجوز جر المستثنى بهما وفهم منه شرط التجريد فإنه أحال على لفظهما وهما خاليان من ما وفهم من قوله إن ترد أن الجر بهما مرجوح ثم أشار إلى الحالة الثانية وهى اقترانهما بما بقوله : (وبعد ما انصب) ، أى إذا اقترن عدا وخلا بما فالوجه نصب المستثنى بهما وإنما انتصب لأن ما مصدرية فلا يليها حرف جر هذا مذهب الجمهور وحكى بعضهم الجر بهما مقترنتين بما وإلى ذلك أشار بقوله : (وانجرار قد يرد) وفهم من تنكير انجرار ومن قوله قد يرد أن الجر بهما مع ما قليل. وناصبا حال من فاعل
__________________
(٧٩) البيت من الطويل ، وهو للمرار بن سلامة العجلى فى خزانة الأدب ٣ / ٤٣٨ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٤٢٤ ، والكتاب ١ / ٣١ ، والمقاصد النحوية ٣ / ١٢٦ ، ولرجل من الأنصار فى الكتاب ١ / ٤٠٨ ، وبلا نسبة فى الإنصاف ١ / ٢٩٤ ، وشرح الأشمونى ١ / ٢٣٥ ، وشرح ابن عقيل ص ٣١٥ ، والمقتضب ٤ / ٣٥٠.
والشاهد فيه وضع «سواء» موضع «غير» وإدخال «من» عليها لأنها لا تستعمل فى الكلام إلا ظرفا.