نحو جئتك كى تكرمنى أن تكون كى حرف جر وأن مقدرة بعدها وأن تكون مصدرية واللام مقدرة قبلها ، وأما لعل فإن الجر بها وارد فى كلام العرب خلافا لمن أنكره كقوله :
٨٩ ـ لعلّ الله فضّلكم علينا |
|
بشيء إن أمّكم شريم |
وأما متى فهى فى لغة هذيل بمعنى من ومنه قولهم أخرجها متى كمه أى من كمه. وهاك اسم فعل بمعنى خذ ولم يذكر الجوهرى ولا الزبيدى فى ها إلا التنبيه وزاد الجوهرى الزجر فهى عندهما حرف فقط وقد ذكرها ابن مالك فى التسهيل من أسماء الأفعال بمعنى خذ وحروف الجر مفعول به وهى مبتدأ وخبره من إلى إلى آخر البيتين وكل ما بعد من معطوف عليه على إسقاط العاطف. ثم إن من حروف الجر ما يختص بالظاهر وهى سبعة أحرف وقد أشار إليها بقوله :
بالظّاهر اخصص منذ مذ وحتّى |
|
والكاف والواو وربّ والتّا |
يعنى أن هذه الحروف السبعة لا تدخل على الضمير بل على الظاهر فقط نحو مذ يومين وحتى مطلع الفجر وزيد كعمرو وحياتك ورب رجل وتالله وفهم منه أن ما عدا هذه السبعة من حروف الجر يدخل على الظاهر والمضمر. ومنذ مفعول باخصص وما بعده معطوف عليه وبالظاهر متعلق باخصص ثم إن هذه الأحرف السبعة منها ما يختص اختصاصا آخر زائدا على الاختصاص بالظاهر وهى أربعة وقد أشار إليها بقوله :
واخصص بمذ ومنذ وقتا وبربّ |
|
منكّرا والتاء لله وربّ |
يعنى أن مذ ومنذ لا يكون الظاهر الذى يدخلان عليه إلا وقتا يعنى اسم زمان نحو مذ يومنا ومنذ يوم الجمعة وأن رب لا يكون الظاهر الذى تدخل عليه إلا نكرة نحو رب رجل وأن التاء لا يكون الظاهر الذى تدخل عليه إلا لفظ الله ولفظ رب نحو تالله وحكى تربّ الكعبة إلا أن دخولها على لفظ الله أكثر من دخولها على رب وفهم منه أن ما بقى من الأحرف السبعة
__________________
(٨٩) البيت من الوافر ، وهو بلا نسبة فى أوضح المسالك ٣ / ٧ ، والجنى الدانى ص ٥٨٤ ، وجواهر الأدب ص ٤٠٣ ، وخزانة الأدب ١٠ / ٤٢٢ ، ٤٢٣ ، ٤٣٠ ، ورصف المبانى ص ٣٧٥ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٢٨٤ ، وشرح التصريح ٢ / ٢ ، وشرح ابن عقيل ص ٣٥١ ، وشرح قطر الندى ص ٢٤٩ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٢٤٧ ، والمقرب ١ / ١٩٣.
والشاهد فيه قوله : «لعلّ الله» حيث جاءت «لعلّ» حرف جر على لغة عقيل.