إذا كان مضافا إلى مضاف إلى ياء المتكلم فإن حكم الياء فيه كحكمها فى غير النداء نحو يا ابن أخى ويا ابن صاحبى إلا إذا كان ابن أم وابن عم وإلى ذلك أشار بقوله :
وفتح او كسر وحذف اليا استمرّ |
|
فى يا ابن أمّ يا ابن عمّ لا مفرّ |
يعنى أن يا ابن أم ويا ابن عم يجوز فى كل واحد منهما الفتح والكسر فتقول يا ابن أمّ ويا ابن أمّ وقرئ بهما وكذلك ابن عم وذلك لكثرة استعمالهما وفهم من قوله استمر اطراد ذلك وعدم اطراد غيره وهو إثبات الياء نحو يا ابن أمى ومنه قوله :
١٦٥ ـ يا ابن أمى ويا شقيّق نفسى
وقلبها ألفا ، ومنه قوله :
١٦٦ ـ كن لى لا على يا ابن عمّا
وفهم من تمثيله يا بن أم وابن عم أن ذلك أيضا مطرد فى يا ابنة أم ويا ابنة عم إذ لا فرق ثم إن من المضاف إلى ياء المتكلم يا أبى ويا أمى وفيه لغتان زائدتان على اللغات المتقدمة ، وقد أشار إليهما بقوله :
وفى النّدا أبت أمّت عرض |
|
واكسر أو افتح ومن اليا التّا عوض |
فهم من قوله وفى الندا أن ذلك خاص بالنداء فلا يجوز قام أبت ولا جاءت أمت وفهم من تعيين اللفظين أن ذلك خاص بهما وفهم من قوله عرض أن ذلك غير لازم لهما فإنه عرض بعد اللغات المذكورة فى المضاف إلى ياء المتكلم. وفهم من تقديمه الكسر على الفتح أن الكسر أكثر وفهم من قوله : ومن اليا التا عوض أنه لا يجمع بينهما لما علم من أنه لا يجمع بين العوض والمعوض منه فلا تقول يا أبتى ولا يا أمتى ، وقد جاء الجميع فى ضرورة الشعر ، قال :
__________________
(١٦٥) عجزه :
أنت خلّفتنى لدهر شديد
والبيت من الخفيف ، وهو لأبى زبيد فى ديوانه ص ٤٨ ، والدرر ٥ / ٥٧ ، وشرح التصريح ٢ / ١٧٩ ، والكتاب ٢ / ٢١٣ ، ولسان العرب ١٠ / ١٨٢ (شقق) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٢٢٢ ، وبلا نسبة فى أوضح المسالك ٤ / ٤٠ ، وشرح الأشمونى ٢ / ٤٥٧ ، وشرح قطر الندى ص ٢٠٧ ، وشرح المفصل ٢ / ١٢ ، والمقتضب ٤ / ٢٥٠ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥٤.
والشاهد فيه قوله : «يا ابن أمّى» حيث أثبت ياء المتكلم وهذا قليل ، فالعرب لا تكاد تثبتها إلا لضرورة.
(١٦٦) الرجز بلا نسبة فى المقاصد النحوية ٤ / ٢٥٠.
والشاهد فيه قوله : «يا ابن عمّا» حيث قلب الشاعر ياء الإضافة ألفا ، وهذا جائز.