نحو اخشين يا هند بالكسر ويا |
|
قوم اخشون واضمم وقس مسوّيا |
فالمثال الأول لما كان مرفوعه ياء والثانى لما كان مرفوعه واوا فالعمل فى ذلك مثل ما ذكرت لك فى المثال السابق والضمير فى قوله واحذفه عائد على الألف وهاتين إشارة إلى الياء والواو وشكل مبتدأ ومجانسا فى موضع الصفة لشكل وقفى خبر لشكل وفى واو متعلق بقفى. ثم قال :
ولم تقع خفيفة بعد الألف |
|
لكن شديدة وكسرها ألف |
يعنى أن نون التوكيد الخفيفة لا تقع بعد الألف وإنما تقع بعد الألف نون التوكيد الشديدة ويجب حينئذ كسرها لشبهها بنون المثنى وإنما لم تقع بعد الألف النون الخفيفة لأنه لا يجمع فى غير الوقف بين ساكنين الأول حرف لين والثانى مدغم وشمل قوله الألف ألف التثنية كقوله تعالى : (وَلا تَتَّبِعانِ) [يونس : ٨٩] والألف الفاصلة بين نون التوكيد ونون الإناث نحو لا تضربنان يا هندان ، وهو المنبه عليه بقوله :
وألفا زد قبلها مؤكّدا |
|
فعلا إلى نون الإناث أسندا |
وإنما شمل قوله الألف الألفين لوجود علة المنع فيهما وإنما لحقت الألف قبلها ليفصل بين الأمثال وهى نون الضمير ونون التوكيد وخفيفة فاعل بتقع وشديدة معطوف بلكن على خفيفة وكسرها ألف جملة اسمية مستأنفة ويمكن أن تكون فى موضع نصب على الحال من شديدة وألفا مفعول مقدم بزد ومؤكدا حال من الفاعل المستتر فى زد وفعلا مفعول بمؤكدا وأسندا فى موضع الصفة لفعل وإلى متعلق بأسندا ثم إن النون الخفيفة تحذف فى موضعين أشار إلى الأول منهما بقوله : (واحذف خفيفة لساكن ردف) يعنى أن نون التوكيد الخفيفة تحذف إذا لقيها ساكن كقولك اضرب الرجل ، ومثله قوله :
١٧٧ ـ لا تهين الفقير علّك أن |
|
تركع يوما والدهر قد رفعه |
__________________
(١٧٧) البيت من المنسرح ، وهو للأضبط بن قريع فى الأغانى ٨ / ٦٨ ، والحماسة الشجرية ١ / ٣٧٤ ، وخزانة الأدب ١١ / ٤٥٠ ، ٤٥٢ ، والدرر ٢ / ١٦٢ ، ٥ / ١٧٣ ، وشرح التصريح ٢ / ٢٠٨ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ١١٥١ ، وشرح شواهد الشافية ص ١٦٠ ، وشرح شواهد المغنى ص ٤٥٣ ، والشعر والشعراء ١ / ٣٩٠ ، ـ ـ