وحذف ذى الفا قلّ فى نثر إذا |
|
لم يك قول معها قد نبذا |
يعنى أن الفاء المجاب بها أما تحذف فى النثر قليلا كقوله عليه الصلاة والسّلام : «أما بعد ما بال قوم يشترطون شروطا ليست فى كتاب الله» وفهم منه أنه يكثر فى النظم كقول الشاعر :
٢٠٠ ـ فأما القتال لا قتال لديكم
وفهم أيضا من قوله : إذا لم يك قول معها قد نبذا ، أى طرح وكنى به عن الحذف أنه يكثر أيضا كقوله عزوجل : (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ) [آل عمران : ١٠٦] أى فيقال لهم أكفرتم. وحذف مبتدأ وذى اسم إشارة والفاء نعت وقل خبر المبتدأ وفى نثر متعلق بقل وكذلك إذا وقد نبذا خبر يك ومعها متعلق بنبذ. ثم إن لو لا ولو ما على نوعين : أحدهما أن يكونا مختصين بالاسم ، والآخر أن يكونا مختصين بالفعل ، وقد أشار إلى الأول بقوله :
لو لا ولو ما يلزمان الابتدا |
|
إذا امتناعا بوجود عقدا |
يعنى أن لو لا ولو ما إذا عقدا أى ربطا امتناعا بوجود ، ويقال أيضا لوجود فإنهما يلزمان الابتداء يعنى المبتدأ والخبر نحو لو لا زيد لأكرمتك ولو ما عمرو لجئتك وخبر المبتدأ بعدهما واجب الحذف وقد تقدم فى باب الابتداء. فلو لا مبتدأ ولو ما معطوف عليه ويلزمان خبرهما والابتداء مفعول بيلزمان وامتناعا مفعول بعقدا وبوجود متعلق بعقدا وإذا متعلق بمحذوف وهو الجواب الدال عليه يلزمان ثم أشار إلى الاستعمال الثانى فقال : (وبهما التحضيض مز وهلّا* ألّا ألا) يعنى أن لو لا ولو ما يميز بهما التحضيض أى يدلان عليه كقوله تعالى : (لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ) [الفرقان : ٢١] وقوله عزوجل : (لَوْ ما تَأْتِينا) [الحجر : ٧] ويشارك لو لا ولو ما فى التحضيض نحو هلا تأتينا وألا تصل إلينا وألا تقبل علينا وهذه الأحرف أعنى لو لا ولو ما وما
__________________
(٢٠٠) عجزه :
ولكنّ سيرا فى عراض المواكب
والبيت من الطويل ، وهو للحارث بن خالد المخزومى فى ديوانه ص ٤٥ ، وخزانة الأدب ١ / ٤٥٢ ، والدرر ٥ / ١١٠ ، وبلا نسبة فى أسرار العربية ص ١٠٦ ، والأشباه والنظائر ٢ / ١٥٣ ، وأوضح المسالك ٤ / ٢٣٤ ، والجنى الدانى ص ٥٢٥ ، وسر صناعة الإعراب ص ٢٦٥ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ١٠٧ ، وشرح شواهد المغنى ص ١٧٧ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٩٧ ، وشرح المفصل ٧ / ١٣٤ ، ٩ / ٤١٢ ، والمنصف ٣ / ١١٨ ، ومغنى اللبيب ص ٥٦ ، والمقاصد النحوية ١ / ٥٧٧ ، ٤ / ٤٧٤ ، والمقتضب ٢ / ٧١ ، وهمع الهوامع ٢ / ٦٧. والشاهد فيه حذف الفاء من جواب «أما».