قال : (وهكذا ذو عند طيئ شهر) يعنى أن ذو فى لغة طيئ تستعمل موصولة وهى أيضا مساوية للذى والتى وثنيتهما وجمعهما وإلى ذلك أشار بقوله : وهكذا ذو ، أى هى مثل من وما وأل فى مساواتها لما ذكر فتقول جاءنى ذو قام وذو قامت وذو قاما وذو قامتا وذو قاموا وذو قمن وهى مبنية والواو لازمة لها فى الرفع والنصب والجر فى اللغة الشهيرة وفهم ذاك من تمثيله لها بالواو فذو مبتدأ وشهر خبره وعند طيئ متعلق بشهر وهكذا كذلك أيضا أو فى موضع نصب على الحال والتقدير ذو شهر عند طيئ مثل من وما وأل ، ثم قال :
وكالّتى أيضا لديهم ذات |
|
وموضع اللّاتى أتى ذوات |
يعنى أن من طيىء من إذا أراد معنى التى قال ذات وإذا أراد معنى اللاتى قال ذوات كقول بعضهم : بالفضل ذو فضلكم الله به والكرامة ذات أكرمكم الله به ، يريد بها فنقل حركة الهاء إلى الباء ووقف عليها بالسكون ، وكقول الشاعر :
١٦ ـ جمعتها من أينق سوابق |
|
ذوات ينهضن بغير سائق |
فذات مبتدأ وكالتى خبر مقدم ولديهم متعلق بالاستقرار العامل فى الخبر وموضع اللاتى ظرف متعلق بأتى وذوات فاعل بأتى والتقدير وذات مساوية للتى عندهم أى عند طيئ وأتى ذوات فى موضع اللاتى ، ثم قال :
ومثل ما ذا بعد ما استفهام |
|
أو من إذا لم تلغ فى الكلام |
يعنى أن ذا إذا وقعت بعد ما أو من الاستفهاميتين ولم تكن ملغاة فهى مثل ما ، يعنى ما الموصولة وفهم من تشبيهه بها أنها تساوى أيضا الذى والتى وتثنيتهما وجمعهما تقول من ذا يقوم ومن ذا تقوم ومن ذا يقومان ومن ذا تقومان ومن ذا يقومون ومن ذا يقمن واحترز بقوله إذا لم تلغ فى الكلام من أن تكون ملغاة وذلك أن يغلب الاستفهام فيصير مجموع من ذا وما ذا استفهاما ويظهر أثر ذلك فى البدل إذا قلت من ذا ضربت أزيد أم عمرو فإذا رفعت فذا غير ملغاة لأنك أبدلت من اسم الاستفهام بالرفع فعلم أنه مرفوع بالابتداء وذا خبره وهو اسم
__________________
(١٦) الرجز لرؤبة فى ملحق ديوانه ص ١٨٠ ، والدرر ١ / ٢٦٧ ، وبلا نسبة فى الأزهية ص ٢٩٥ ، وأوضح المسالك ١ / ١٥٦ ، وتخليص الشواهد ص ١٤٤ ، وهمع الهوامع ١ / ٨٣.
والشاهد فيه قوله : «ذوات» حيث جاء بمعنى «اللواتى» وبناه على الضم ، وصلته جملة «ينهضن». وقيل : «ذوات» ، هنا بمعنى : صاحبات.