وما لإفعال من الحذف ومن |
|
نقل فمفعول به أيضا قمن |
يعنى أنه إذا بنى مثال مفعول من فعل ثلاثى معتل العين فعل به ما فعل بإفعال من نقل الحركة إلى الساكن قبلها وحذف واو مفعول ، ويعنى بقوله فمفعول ما كان معتل العين وشمل ما كانت عينه ياء وما كانت عينه واوا ولذلك أتى بمثالين فقال : (نحو مبيع ومصون) فأصل مبيع مبيوع فنقلت حركة الياء إلى الباء وبقيت الياء ساكنة بعد ضمة فأبدلت الضمة كسرة لتصح الياء ثم حذفت واو مبيوع فقالوا مبيع. وأما مصون فأصله مصوون فنقلت حركة الواو إلى الصاد وبقيت الواو ساكنة وحذفت الواو التى بعدها وهى واو مفعول ، وقد يصح كل واحد من النوعين ، وإلى ذلك أشار بقوله :
(وندر* تصحيح ذى الواو وفى ذى اليا اشتهر)
يعنى أن ما عينه واو مفعول قد يصحح أى ينطق به على الأصل وذلك قليل كقولهم مصوون وما عينه ياء وهو مشهور ، وقيل إن تصحيحه لغة بنى تميم ومنه قولهم مبيوع ومخيوط ، ومن ذلك قول الشاعر :
٢٠٨ ـ حتى تذكّر بيضات وهيّجه |
|
يوم رذاذ عليه الدّجن مغيوم |
وما مبتدأ وهى موصولة وصلتها الإفعال ومن النقل متعلق بما فى المجرور من معنى الاستقرار ومفعول مبتدأ وخبره قمن وبه متعلق بقمن والجملة فى موضع خبر ما وتصحيح فاعل بندر وهو مضاف لذى على حذف مضاف أى تصحيح الفعل ذى الواو. ثم قال :
وصحّح المفعول من نحو عدا |
|
وأعلل ان لم تتحرّ الأجودا |
يعنى أنه إذا بنى مثال مفعول من فعل ثلاثى واوى اللام جاز فيه التصحيح باعتبار تحصن الواو بالإدغام والإعلال لقربها من الطرف وذلك نحو عدا يعدو فهو معدوّ ومعدىّ وفهم من قوله : إن لم تتحر الأجود ، أن التصحيح أجود لأن معنى تتحرى تقصد فالمعنى وأعلل إن لم
__________________
(٢٠٨) البيت من البسيط ، وهو لعلقمة بن عبدة فى ديوانه ص ٥٩ ، وجمهرة اللغة ص ٩٦٣ ، وخزانة الأدب ١١ / ٢٩٥ ، والخصائص ١ / ٢٦١ ، وشرح المفصل ١٠ / ٧٨ ، ٨٠ ، والمقتضب ١ / ١٠١ ، والممتع فى التصريف ٢ / ٤٦٠ ، والمنصف ١ / ٢٨٦ ، ٣ / ٤٧ ، وبلا نسبة فى شرح الأشمونى ٣ / ٨٦٦.
والشاهد فيه قوله : «مغيوم» حيث جاز الإتمام فى «مفعول» من ذوات الياء ، وهى لغة بنى تميم. والإعلال «مغيم» أفصح.