رسول الله (١) فأسلم معه جميع العرب وبعض العجم (٢).
أما أهل الأرض من المجوس واليهود والنصارى الذين فضلوا الاحتفاظ بأديانهم فقد صالحوا العلاء وكتب بينه وبينهم كتابا هذا نصه «بسم الله الرحمن الرحيم : هذا ما صالح عليه العلاء بن الحضرمي أهل البحرين ، صالحهم على أن يكفونا العمل ويقاسمونا التمر ، فمن لم يف بهذا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» (٣) ، أما الجزية فقد كانت على كل حالم دينار (٤).
إن شروط الصلح هذه لا يمكن أن تتم في هذه الفترة المبكرة من انضمام البحرين إلى الإسلام ، كما أن ظروف الدولة آنذاك لا تمكن العلاء من فرض هذه الشروط ، يضاف إلى ذلك أنه إذا أخذت مثل هذه المبالغ فكيف كانت موارد الرسول قليلة في أيامه الأخيرة كما تذكر المصادر؟ والراجح أن هذه الشروط مختلقة.
__________________
(١) سيرة ابن هشام / ٤ / ٢٤٣ ، انظر عيون الأثر / ٢ / ٢٦٧ ، زاد المعاد / ١ / ٣١ ، الزرقاني / ٣ / ٣٦٧ ، فتوح / ٧٨ ، البدء والتاريخ / ٢ / ٢٢٩ ، تاريخ الخميس / ٢ / ١٨٣ ، نصب الراية / ٤ / ٤٢٠ ، وفي رواية أخرى أن المنذر بن ساوى وفد على النبي سنة ٩ ه مع الجارود العبدي في وفد عبد القيس فأسلموا. تاريخ خليفة بن خياط / ١ / ٥٧ ، ابن خلدون / ٢ / ٦٢٢ ، ابن عبد البر / الاستيعاب / ١ / ٢٦٢ د ٤ / ١٤٤٨ ، أسد الغابة / ٥ / ٩ ، الإصابة / ٣ / ٥١٥ ، الزرقاني / ٣ / ٣٥٠ ، دحلان / السيرة النبوية / ٢ / ١٩٩ ، وقد انقضها عدد من الرواة ، انظر أسد الغابة / ٥ / ٩ ، الإصابة / ٣ / ٤٣٩ ، عيون الأثر / ٢ / ٢٦٧ ، الزرقاني / ٣ / ٣٥٠ ـ ٣٥١ ، دحلان / السيرة النبوية / ٢ / ١٩٩.
(٢) فتوح / ٧٨ ، انظر ياقوت / ١ / ٥٠٨.
(٣) البلاذري / فتوح / ٧٨ ، وفي ياقوت / ١ / ٥٠٨ «... ويقاسمونا الثمر».
(٤) فتوح / ٧٨ ـ ٧٩ ، وفي ابن الأثير / الكامل / ٢ / ٢١٥ أنهم صالحوا العلاء على الجزية فقط ، ياقوت / ١ / ٥٠٨.