٥ ـ وكلم نجدة في رجل فأعطاه فرسا فاتهموه بأنه يعطي على الشفاعة ، وهذا أيضا كان من عوامل الاختلاف بين نجدة وعطية بن الأسود (١).
٦ ـ ومن أسباب النقمة عليه أنه أعذر أهل الخطأ في الاجتهاد بالجهالات ، إذ أنه بعث قوة إلى القطيف بقيادة ابنه المطرح ، فغنموا وسبوا ، فأخذوا عدة من نسائهم فقوموا كل واحدة منهن بقيمة على أنفسهم ، واتفقوا إن صارت قيمهن من حصتهم فهو ما أرادوه وإلا فإنهم يؤدون الفصل ، وأخذوا من الغنائم قبل أن تقسم ، فلما رجعوا وأخبروا نجدة بذلك بين لهم أن ذلك لا يحق لهم فأخبروه أنهم كانوا لا يعرفون أن ذلك لا يحق لهم ، فعذرهم نجدة بجهالتهم (٢).
٧ ـ ولما وافى مالك بن مسمع ثاج يوم الجفرة (٣) ، كتب هميان بن عدي السدوسي إلى نجدة ، وهو خليفة على البحرين «أنه قد ورد علينا قوم لهم شرف وقيم لو قدموا على أبي بكر وعمر لعرفا مكانهم فإن رأيت إن أعطيهم من سهم المؤلفة قلوبهم فعلت ، فكتب إليه نجدة : ليس في عطية المؤلفة وقت معلوم ، فأعطهم ما ترى أن يحل أن يعطي مثلهم» (٤) ، فأعطاهم هميان كل ما كان في بيت المال (٥) ، ويقدر ما أعطى مالك بن
__________________
(١) أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ١٦ ب. الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول : ١٤٢ ـ ١٤٣.
(٢) مقالات الإسلاميين : ٩٠. الفرق بين الفرق : ٨٨ ـ ٨٩. ابن أبي الحديد : شرح نهج البلاغة ٢ / ٨.
(٣) عن يوم الجفرة انظر البلاذري : أنساب الأشراف ، ج ٤ ق ٢ / ١٥٥ وما بعدها.
(٤) أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ١٦ ب. انظر الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول : ١٤٦ ـ ١٤٧.
(٥) أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ١٦ ب. الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول : ١٤٧.