هذه هي الاحاديث التي قد يغتر بها البعض فيتصور كونها عائقاً حقيقياً أمام تشخيص نسب الإمام المهدي. وقد اتضح أن النتيجة الاخيرة في نسب الإمام المهدي عليهالسلام وهي كونه من أولاد أبي طالب صحيحة ، لوضع أحاديث كون المهدي من ولد العباس ، مع عدم دلالة حديث الرايات على شيء يخالف تلك النتيجة. وسوف يأتي في طوائف أحاديث المهدي الاُخرى ما يقطع بأنّ المهدي ليس من ولد العباس جزماً.
ولمّا كان لأبي طالب أكثر من ولد ، فقد وردت أحاديث عينت المراد وقيّدت هذا الاطلاق بولده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ليكون المهدي من أولاده عليهالسلام ، وفي ذلك وردت جملة من الاخبار منها : قول علي عليهالسلام : « هو رجل منِّي » (١).
وغير خافٍ على أحد أنَّ لأمير المؤمنين عليهالسلام أكثر من ولد وتشخيص نسب المهدي بهذا الاطلاق متعذر ، ولكنّ أمره في غاية السهولة ؛ لأن من جملة أحاديث نسب المهدي المصرح بصحتها وتواتر نقلها هي تلك الاحاديث الناصة تارة على كون المهدي من أهل البيت ، وأُخرى : على أنه من العترة ، وثالثة : على أنه من النبي.
ولا ريب في انحصار أهل البيت ، والعترة ، وولد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بأولاد أمير المؤمنين عليهالسلام من جهة فاطمة الزهراء عليهاالسلام واليك نموذجاً من تلك الأحاديث :
__________________
(١) الفتن / نعيم بن حماد ١ : ٣٦٩ / ١٠٨٤ ، التشريف بالمنن / السيد ابن طاووس : ١٧٦ / ٢٣٨ باب ١٩.