ولم يكن هذا اجتهاداً منّا في فهم أحاديث الصحيحين ، وانما هو ما اتفق عليه خمسة من شارحي صحيح البخاري كما سنوضحه في محله.
اقتصر البخاري في صحيحه على رواية خروج الدجال وفتنته (١) بينما وردت في صحيح مسلم عشرات الاحاديث في خروج الدجال ، وسيرته ، وأوصافه ، وعبثه ، وفساده ، وجنده ، ونهايته (٢).
وقد صرح النووي في شرح صحيح مسلم بأنّ هذه الاحاديث الواردة « في قصة الدجال ، حجة لمذهب أهل الحق في صحة وجوده ، وانه شخص بعينه ابتلى الله به عباده ـ إلى أن قال ـ : هذا مذهب أهل السنة ، وجميع المحدثين ، والفقهاء ، والنُّظار » (٣).
أما علاقة هذه الاحاديث بظهور المهدي عليهالسلام فتظهر من شهادة اعلام أهل السنة بتواتر أحاديث المهدي وظهوره في آخر الزمان وخروج عيسى عليهالسلام معه فيساعده على قتل الدجال ، وقد مرّت اقوالهم في اثبات تواتر تلك الأحاديث.
أخرج البخاري ومسلم كلٌ بسنده عن أبي هريرة انه قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : كيف انتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم
__________________
(١) صحيح البخاري ٤ : ٢٠٥ كتاب الانبياء ، باب ما ذكر عن بني اسرائيل و٩ : ٧٥ كتاب الفتن باب ذكر الدجال.
(٢) صحيح مسلم بشرح النووي ١٨ : ٢٣ و ٥٨ ـ ٧٨ كتاب الفتن واشراط الساعة.
(٣) صحيح مسلم بشرح النووي ١٨ : ٥٨.