لا تخلو من قائم لله بحجة ) (١).
أقول : ومما يقرب دلالة العبارة في النهج على الإمام المهدي هو ما اتصل بها من كلام أمير المؤمنين عليهالسلام. وهذا نصه : « يا كميل بن زياد ، ان هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها ، فاحفظ عني ما أقول لك : الناس ثلاثة : فعالم ربانيّ ، ومتعلم على سبيل النجاة ، وهمج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق ـ إلى ان قال عليهالسلام ـ اللّهم بلى ! لا تخلو الارض من قائم لله بحجة ، إمّا ظاهراً مشهوراً ، واما خائفاً مغموراً ؛ لئلا تبطل حجج الله وبيناته » (٢).
ومن هنا جاء في الحديث الصحيح عن الحسين بن أبي العلاء الخفاف قال : « قلت لابي عبدالله عليهالسلام : تكون الارض ليس فيها امام ؟ قال : لا ... الحديث » (٣).
واذا ما أضيف هذا إلى حديث الثقلين ، وحديث من مات ، وحديث ( الخلفاء اثنا عشر ) الآتي ، علم ان الإمام المهدي لو لم يكن مولوداً حقاً لوجب ان يكون من سبقه حيا إلى قيام الساعة ، ولكن لا أحد يقول من المسلمين بحياة امام غير المهدي عليهالسلام ثاني عشر أهل البيت وهم من عينت الصحاح عددهم ، وبينت كتب المناقب اسماءهم.
أخرج البخاري بسنده عن جابر بن سمرة قال : « سمعت النبي
__________________
(١) فتح الباري شرح صحيح البخاري ٦ : ٣٨٥.
(٢) شرح نهج البلاغة / الشيخ محمد عبده ٤ : ٦٩١ / ٨٥ ، وشرح ابن أبي الحديد ١٨ : ٣٥١.
(٣) أُصول الكافي ١ : ١٣٦ / ١ باب ان الارض لا تخلو من حجة وسند الحديث هو : « عدة من اصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن الحسين بن أبي العلاء عن الإمام الصادق عليهالسلام ».