أخبرنا لاحق بن علي الصوفي ، أخبرنا هبة الله بن محمد الكاتب ، أخبرنا الحسن بن محمد الواعظ ، أنبأنا أحمد بن جعفر القطيعي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، حدّثنا عبد الرزاق ، أخبرنا ابن جريج قال : أخبرني أبي أن أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم لم يدروا أين يقبرون رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى قال أبو بكر رضياللهعنه ، فأخروا فراشه وحفروا له تحت فراشه.
وروى عكرمة عن ابن عباس رضياللهعنهما قال : لما أرادوا أن يحفروا لرسول الله عليه الصلاة والسلام وكان أبو عبيدة يضرح حفر أهل مكة ، وكان أبو طلحة يلحد لأهل المدينة ، فدعا العباس رجلين فقال لأحدهما : اذهب إلى أبي عبيدة ، وللآخر : اذهب إلى أبي طلحة ، اللهم خر لرسولك صلىاللهعليهوسلم ، فوجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة ، فجاء به فلحد لرسول الله (١).
ثم دفن رسول الله من وسط الليل ليلة الأربعاء ، وكان الذين نزلوا قبره : علي بن أبي طالب ، والفضل وقثم ابنا العباس ، وشقران مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وبني على لحده تسع لبنات نصبن نصبا (٢).
وروى جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه أن النبي صلىاللهعليهوسلم رش على قبره وجعل عليه حصباء حمراء من حصباء العرصة ، ورفع (٣) قدر شبرين من الأرض.
وروى البخاري في «الصحيح» من حديث أبي بكر بن عياش عن سفيان التمار : أنه حدّثه أنه رأى قبر النبي صلىاللهعليهوسلم مسنما (٤).
وفي «صحيح البخاري» من حديث أنس بن مالك أنه قال : «لما دفن النبي صلىاللهعليهوسلم قالت فاطمة رضياللهعنها : يا أنس! أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم التراب؟» (٥).
__________________
(١) «الموطأ» : ٨٢ (٥٤٣).
(٢) ابن هشام ٢ / ٦٦٤.
(٣) «المستدرك» للحاكم ٥٢٤ (١٣٦٨) ، سنن أبي داود ٣ / ٥٤٩ (٣٢٢٠).
(٤) أخرجه البخاري في الجنائز ، باب ما جاء في قبر النبي صلىاللهعليهوسلم (١٣٩٠).
(٥) المصدر السابق في «المغازي» ، باب مرض النبي صلىاللهعليهوسلم (٤٤٦٢).