قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الدّرّة الثّمينة في أخبار المدينة

الدّرّة الثّمينة في أخبار المدينة

168/183
*

الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وجاه دار سعيد بن عثمان التي يقال لها : الزوراء ، بالبقيع مرتفعا عن الطريق.

وأنبأنا أبو القاسم الأزجي ، عن أبي علي الأصبهاني ، عن أبي نعيم الحافظ ، عن أبي محمد الخواص ، حدّثنا محمد بن عبد الرحمن المخزومي ، حدّثنا الزبير بن بكار ، حدّثنا محمد بن الحسن ، عن صالح بن قدامة ، عن أبيه ، عن عائشة بنت قدامة قالت : كان القائم يقوم عند قبر عثمان بن مظعون رضي‌الله‌عنه فيرى بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليس دونه حجاب.

وحدّثنا محمد بن الحسن ، حدّثنا سليمان بن سالم ، عن عبد الرحمن بن حميد ، عن أبيه قال : أرسلت عائشة رضي‌الله‌عنها إلى عبد الرحمن بن عوف حين نزل به الموت : أن هلمّ إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وإلى إخوانك ، فقال : ما كنت مضيقا عليك بيتك ، إني كنت عاهدت ابن مظعون أينا مات دفن إلى جنب صاحبه (١).

قلت : فعلى هذا قبر ابن مظعون وابن عوف رضي‌الله‌عنهما عند إبراهيم عليه‌السلام ، فينبغي أن يزار هناك. وقبر فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنهما في قبة في آخر البقيع.

وروى عيسى بن عبد الله بن محمد ، عن أبيه ، عن جده قال : دفن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة بنت أسد بن هاشم وكانت مهاجرة مبايعة بالروحاء ، مقابلها حمام أبي قطيفة.

قلت : واليوم مقابلها نخل يعرف بالحمام. وقبر عثمان بن عفان رضي‌الله‌عنه وعليه قبة عالية ، وهو قبل قبة فاطمة بنت أسد بقليل وحوله نخل.

روى ابن شهاب أن عثمان رضي‌الله‌عنه لما قتل دفن في «حش كوكب» ، فلما ملك معاوية رضي‌الله‌عنه واستعمل مروان على المدينة ، أدخل ذلك الحش في البقيع ، فدفن الناس حوله.

قلت : والحش : البستان.

__________________

(١) المصدر السابق ١ / ١١٥.