إلى يهود أن اغدوا للقتال حتى نناجز محمدا ، فقالوا : لسنا نقاتل معكم حتى تعطونا رهنا. فقالت قريش وغطفان : إن الذي حدثكم نعيم لحقّ ، ثم أرسلوا إلى قريظة : إنا لن ندفع إليكم أحدا ، فإن أردتم أن تقاتلوا فقاتلوا ، فقالت قريظة : إن الذي قال لكم نعيم لحقّ.
وخذل الله بينهم ، وبعث عليهم الريح في ليال باردة شديدة البرد ، فجعلت تكفئ قدورهم وتطرح أبنيتهم ، فرجعوا إلى بلادهم. وكان مجيئهم وذهابهم في شوال سنة خمس من الهجرة.
قلت : والخندق اليوم باق ، وفيه قناة تأتي من عين بقباء إلى النخل الذي بأسفل المدينة بالسيح حوالي مسجد الفتح ، وفي الخندق نخل قد انطم أكثره وتهدمت حيطانه (١).
__________________
(١) قال المطري في «التعريف» : «... وقد عفى أثر الخندق اليوم ولم يبق منه شيء يعرف إلا ناحيته ، لأن الوادي ـ وادي بطحان ـ استولى على موضع الخندق وصار مسيله في موضع الخندق». اه.