وفيه يقول أيضا :
يا واحد العرب الّذى |
|
أضحى وليس له نظير |
لو كان مثلك ثانيا |
|
ما كان فى الدنيا فقير |
حكى الزبير بن بكّار عمن حدّثه عن ابن المولى قال : كنت أمدح يزيد بن حاتم من غير أن أعرفه ولا ألقاه ، فلما ولّاه المنصور مصر أخذ على طريق المدينة ، فأنشدته منذ خرج من مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى أن صار إلى مسجد الصّخرة ، فأعطانى رزمتين ثيابا وعشرة آلاف درهم ، فاشتريت بها ضياعا تغلّ ألف دينار ، أقوم فى أدناها فأصيح أغنى أغنى ، فلا يسمعنى من هو فى أقصاها.
ومن أخبار يزيد بالقيروان ، ما حكاه ابن النّخلى الفقيه ، قال : كان لإسحاق (أ) بن مكرم الأشعرى ، وهو ابن أبى المنهال ، من يزيد بن حاتم خاصّة لم تكن لغيره ، ولم يكن قدم معه ، ولكن أتى بعد مستقرّه ، فخدم يزيد لثقته به وعلمه بديانته ، وكان عالما أديبا راوية لاشعار العرب وأخبارها ، وكان قريبا من يزيد ، فقال له يزيد ليلة : «يا أبا العياقيب ، فيمن قيل هذا الشعر» :
إنّ العرانين تلقاها محسدة |
|
ولن ترى للئام النّاس حسّادا |
قال : «يقوله بعض ما دحيكم فيكم» وأنشده القصيدة كلّها. فقال يزيد : «يا غلام علىّ بخمسمائة دينار لأبى العياقيب» قال : «كأنى قائلها» قال : «سبحان الله ، تحفظ مكارمنا وننام عنها ولا نكافيك على ذلك!».
وكان سحنون بن سعيد ـ رحمه الله ـ يقول : كان يزيد بن حاتم يقول : «والله الذى لا إله إلّا هو ما هبت شيئا قطّ هيبتى رجلا واحدا يزعم أنى ظلمته ، وأنا أعلم أن لا ناصر إلّا الله».