ولاية داود بن يزيد بن حاتم
واستخلف يزيد فى مرضه داود ابنه ، فانتفض عليه أمر البربر ... صالح بن نصير فى الإباضّية فلقيه ... بباجة فهزموه وقتلوا من أصحابه جماعة فوجه إليهم داود سليمان بن الصمّة بن يزيد بن حبيب بن المهلّب فى عشرة آلاف ، فهرب البربر فتبعهم فقتل منهم أكثر من عشرة آلاف وسلم الجند ، وهرب صالح بن نصير فانضم إليه جماعة من مشيخة أهل البصائر من البربر ، ممن لم يكن شهد الوقعة الأولى بشقبنّاريّة من كورة الأربس ، فزحف إليهم سليمان بن الصمّة فلقّيهم فقتلهم وقتل أهل البصائر منهم ، ولم يصب من الجند أحد ، وانصرف إلى القيروان ، وكان داود جعل على شرطته خالد بن بشير ، وولىّ على الزّاب المهلّب بن يزيد.
وأقام داود واليا على إفريقية إلى أن قدم عمّه روح أميرا على المغرب ، فكانت ولاية داود سبعة أشهر ونصف شهر. وسار داود إلى المشرق فكان أجلّ قائد عند الرّشيد ، وولّاه ولايات كثيرة ، وولى مصر سنة أربع وسبعين ومائة ، ثم ولّاه السند ، فمات بها وهو أمير عليها ، ومدحه الشعراء وذكرت مناقبه وأفعاله ، فمن ذلك قول مسلم بن الوليد الأنصارى :
لا تدع بى الشوق إنىّ غير معمود |
|
نهى النهى عن هوى الهيف الرّعاديد |
وهى من القصائد المختارة لحسن ألفاظها وبديع معانيها ، يقول فيها :
الله أطفأ نار الحرب إذ سعرت |
|
شرقا بموقدها فى الغرب داود |
داويت من دائها كرمان وانتصفت |
|
بك المنون لأقوام مجاهيد |
خلىّ بها فزعا أخلى معاقلها |
|
من كلّ أبلخ سامى الطّرف صنديد |