وإلا استدللت صدقى على كذبه» فقال موسى : «هكذا وجدتها؟!» فقال طارق : «الرجّل عندى» فلما دعا بها ونظرها وضعها فى المائدة ، علم أنها منها فصدقه الوليد وقبل قوله واختاره ، ونزل منه أقرب مما كان وكذّب موسى وأمر بحبسه ، وأحضر من يعرف قيمة الجوهر ، فقوّمت تلك المائدة بمائتى ألف دينار ، ولم يلبث الوليد إلّا ثلاثة أيام حتى مات.
موت الوليد بن عبد الملك
ولاية سليمان بن عبد الملك
سنة ست وتسعين
توفى سلخ جمادى الآخرة سنة ست وتسعين ، وكانت خلافته تسع سنين وثمانية أشهر ، وبويع لسليمان بن عبد الملك بالخلافة حين توفى الوليد ، فسخط على موسى ، وقال له : يا يهودىّ ، كتبت إليك فلم تنظر فى كتابى ، هلمّ مائة ألف! قال : «يا أمير المؤمنين ، قد أخذتم جميع ما فى يدى ، فمن أين لى بمائة ألف؟» فقال : «لابد من مائتى ألف دينار» فاعتذر إليه ، فقال : «لا بد من ثلاثمائة ألف» ، وأمر بتعذيبه وعزم على قتله. فلجأ موسى بن نصير إلى يزيد بن المهلب فاستجار به ، وكانت ليزيد ناحية من سليمان فاستوهبه دمه ، فقال : «يؤدّى ما عنده».
ولاية محمد بن يزيد (١) مولى قريش
قال الواقدى : «ثم إنّ سليمان بن عبد الملك ، قال لرجاء بن حيوة : يا رجاء ابغنى
__________________
(١) هو محمد بن يزيد مولى قريش تولى حكم المغرب سنة ٩٧ ه ـ ١٠٠ ه / ٧١٦ م ـ ٧١٩ م بعد انقضاء أمر آل موسى بن نصير ، وذلك على عهد الخليفة الأموى سليمان بن عبد الملك ، وكان يتميز بهدوء حالة بلاد المغرب ، واعتدال سياسته ، وحسن سيرته.