خلافة سليمان بن عبد الملك ، ثم مكثوا بعده لا يجمعهم إمام.
وقال غير الواقدى : (١) بلغ عبد العزيز ما نزل بأبيه وأخيه وأهل بيته ، فخلع ، طاعة بنى مروان ، وخالفهم ، فأرسل إليه يتهدّده ، فلم يرجع إلى الطاعة ، وجاء بالكتاب إلى حبيب ابن أبى عبيدة إلى وجوه العرب ، فقالت لهم الرّسل : «ما يمنعكم من هذا اليهودى»؟ قالوا : لا طاقة لنا به. فقالوا : والله لئن لم تقتلوه لنخبرنّه ، فسقط فى أيديهم. وأقبل حبيب بن أبى عبيدة مشتمار على سيفه ، فلمّا خرج عبد العزيز إلى صلاة الصبح ، فقرأ فاتحة الكتاب ثم قرأ «الحاقة» فقال له حبيب : «حقّت والله عليك يا بن الفاعلة» وعلاه بالسيف ، فقتله ، وحمل رأسه ورأس عبد الله إلى موسى فوضعا بين يدى أبيهما ، ولم يزل موسى يعذّب حتى مات ، واستعمل محمد بن يزيد على الأندلس الحسن بن عبد الرحمن القيسى ، وكانت الأندلس إذ ذاك إلى والى إفريقية ، وكان محمد بن يزيد يبعث السرية إلى ثغور إفريقية فما أصابه خمّسه ثم قسّمه عليهم ، ثم قسّم الخمس أيضا.
وفاة سليمان بن عبد الملك
وولاية عمر بن عبد العزيز
فى سنة تسع وتسعين
توفى سليمان بن عبد الملك ، فى ربيع الأول سنة تسع وتسعين ، وكانت خلافته سنتين وثمانية أشهر ، ثم بويع لعمر بن عبد العزيز بالخلافة ، حين توفى سليمان فاستعمل على إفريقية إسماعيل بن عبد الله بن أبى المهاجر مولى بنى مخزوم فأقام بها واليا سنة مائة وسنة إحدى ومائة فى خلافة عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ وكان خير وآل ، وخير أمير ، وما زال حريصا على دعاء البربر إلى الإسلام فأسلم بقية البربر على يديه.
__________________
(١) وهو محمد بن عمر بن واقد الواقدى الأسلمى مولاهم المدنى قاضى بغداد ، روى عن الثورى والأوزاعى وابن جرير ، وعنه الشافعى ، ومحمد بن سعد كاتبه وأبو عبيد القاسم ، مات سنة ٢٠٧ ه وقيل سنة ٢٠٩ ه