وفاة عمر بن عبد العزيز
ولاية يزيد بن عبد الملك
فى سنة إحدى ومائة
توفى عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ بدير سليمان ، لستّ خلون من شعبان سنة إحدى ومائة. فكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر ، ثم ولى يزيد بن عبد الملك ، واستعمل على إفريقية يزيد بن أبى مسلم ، مولى الحجاج وصاحب شرطته.
ولاية يزيد بن أبى مسلم مولى الحجاج (١)
فقدمها سنة ثنتين ومائة ، فمكث أشهرا وحرسه البربر خاصة ، ليس فيهم أحد من البرانس ، فقام يزيد بن أبى مسلم خطيبا على المنبر ، فقال : «أيّها الناس ، إنّى قد رأيت أن أسم حرسى فى أيديهم ، كما تفعل ملوك الروم بحرسها ، فأسم فى يمين الرجل اسمه ، وفى يساره «حرسى» ليعرفوا فى الناس بذلك من غيرهم ، فإذا دفعوا إلى أحد أسرع فيما أمرته به ، فلمّا سمع ذلك حرسه اتفقوا عليه ، وغضبوا ، وقالوا : «جعلنا بمنزلة النّصارى!».
ودبّ بعضهم إلى بعض وتعاقدوا على قتله ، فلما خرج من داره إلى المسجد لصلاة المغرب ، قتلوه فى مصلاه. فتكلّم الناس على رجل يقوم فيهم حتى يأتيهم أمر الخليفة ، فتراضوا بالمغيرة بن أبى بردة القرشىّ ، وكان شيخا كبيرا. فقال له ابنه ، عبد الله ، وهو الذى ولى بعد ذلك قضاء إفريقية : «أيّها الشيخ ، إنّ هذا الرجل ، يعنى : يزيد بن أبى مسلم ، قتل بحضرتك ، فإن قمت بهذا الأمر بعده لم آمن عليك أن يظن بك الخليفة قتله ، ويتهّمك أن تكون عملت فيه لنفسك ولكن الرأى أن تتراضى بمحمد بن أوس
__________________
(١) هو يزيد بن أبى مسلم مولى الحجاج وكاتبه وتلميذه ولاه الخليفة يزيد بن عبد الملك حكم المغرب سنة ١٠١ ه / ٧٢٠ م ، قتلوه البربر سنة ١٠٢ ه.