١٢٣٨ ـ السائب بن أبى وداعة الحارث بن صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم القرشى السهمى :
هكذا نسبه ابن عبد البر ، وقال : روى عنه أخوه المطلب وقال : قال الزبير عن عمه:زعموا أنه كان شريكا للنبى صلىاللهعليهوسلم بمكة. وقال : كانت وفاته بعد سنة سبع وخمسين بداريه ، فيما ذكر البخارى. وذكر ابن قدامة : أنه تصدق بداريه ، سنة سبع وخمسين ، وفيها مات.
وذكره الذهبى ، وقال : قال أبو عمر بن عبد البر : يقال له المطلب ، وذكر أن أبا مرثد الغنوى (١) ، أسره يوم بدر ، وهذا الذى ذكره الذهبى عن ابن عبد البر ، ذكره عنه ابن الأثير ، ولم أر فى الاستيعاب إلا خلاف ذلك ؛ لأن فيه : روى عنه أخوه المطلب ، وهذا أول شىء ذكره فى ترجمته ، وفى آخرها. قال أبو عمر : هو أخو المطلب بن أبى وداعة. انتهى. فكيف يقال إن ابن عبد البر قال : إنه المطلب ، ولعله سقط فى النسخة التى رآها ابن الأثير والذهبى من الاستيعاب ، قوله : أخوه. والله أعلم.
وأما ما ذكره الذهبى ، من أسر أبى مرثد له ، فقد ذكر ابن مندة ما يوافقه ، وتعقب عليه ذلك أبو نعيم ، وفيما ذكراه نظر ، نبه عليه ابن الأثير. وقد سقط فى النسخة التى رأيتها من كتابه ، صدر ترجمة السائب ، ولكن موضع التعقب باق ، فتذكر كلامه على ما فى النسخة من سقم : قال الكفار يوم بدر ، فإن له ابنا كيسا ، فخرج ابنه المطلب ، ففاداه بأربعة آلاف ، وهو أول أسير فدى من بدر ، قاله ابن مندة.
وقال أبو نعيم : ذكره بعض المتأخرين ، فقال : السائب ، وصوابه المطلب ، وأما أبو عمر ، فذكر السائب بن أبى وداعة ، وقال : هو المطلب. ثم قال ابن الأثير : قلت : إن أراد أبو نعيم فى الرد على ابن مندة ، أن الأسير «المطلب» فكلاهما غير صحيح ، وإنما الذى أسر ، هو أبو وداعة ، والذى افتداه هو المطلب ، قاله الزبير وغيره ، وقد قال ابن مندة وأبو نعيم ، فى المطلب بن أبى وداعة ، إنه قدم فى فداء أبيه يوم بدر ، فكفى بقولهما ردّا على أنفسهما ، وإن أراد أن السائب لم يكن صحابيا ، وإنما كان المطلب ، فقد وافق ابن مندة جماعة ، منهم البخارى وأبو عمر وغيرهما ، جعلوه صحابيا.
__________________
١٢٣٨ ـ انظر ترجمته فى : (الجرح والتعديل ٤ / ٢٤٠ ، التاريخ الكبير ٢ / ١٤٩ ، الاستيعاب ترجمة ٩٠٦ ، الإصابة ترجمة ٣٠٨١ ، أسد الغابة ترجمة ١٩٢٣ ، الثقات ٣ / ١٧٢١ ، تجريد أسماء الصحابة ١ / ٢٠٤ ، الوافى بالوفيات ١٥ / ٣٦).
(١) أبو مرثد الغنوى : هو كناز بن حصين ، ويقال : ابن حصين ، وسيأتى ذكره فى الترجمة (٢٣٧٨) ، ثم فى باب الكنى الترجمة (٢٤١٩).