وقال الذهبى فى التهذيب : ولى الكوفة والبصرة لعبد الملك بن مروان قبل الحجاج ، وولى قضاء المدينة فى حياة جابر بن عبد الله. انتهى.
ولم يذكر الذهبى ، ولا ابن حزم ، ولاية عبد الله بن قيس هذا لمكة ، وكلام ابن جرير ، يقتضى أن الوالى على مكة فى خلافة عمر بن عبد العزيز ، غير عبد الله بن قيس ؛ لأنه ذكر أن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبى العيص ، كان عامل عمر ابن عبد العزيز على مكة فى سنة تسع وتسعين ، وفى سنة مائة من الهجرة ، وأنه كان فى سنة إحدى ومائة ، عاملا على مكة ، ليزيد بن عبد الملك. والله أعلم بالصواب.
ولعبد الله بن قيس صحبة على ما قيل. قال الذهبى : ولم يصح. وقال : روى عن أبى هريرة وزيد بن خالد ، وأبيه ، وغيرهم. وعنه : ابناه محمد ومطلب ، أخوا حكيم بن عبد الله ، وأبو بكر بن حزم ، وغيرهم. وثقه النسائى ، ثم قال : له فى الكتب حديثان ، وعلم له علامة مسلم ، وأصحاب السنن. وقال فى تعريفه : المطلبى المدنى.
١٦٠٣ ـ عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار القحطانى ، أبو موسى الأشعرى :
ذكر الواقدى : أنه قدم مكة ، ومعه إخوته وطائفة الأشعريين ، فحالف أبا أحيحة سعيد بن العاص بن أمية ، ثم أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة. والصحيح على ما قال أبو عمر : أنه رجع من مكة بعد محالفته لمن حالف من بنى عبد شمس ، إلى بلاد قومه ، وأقام بها ، حتى قدم مع الأشعريين فى سفينة ، فألقتهم الريح إلى النجاشى بأرض الحبشة ، وأقاموا بها ، حتى قدموا على النبى صلىاللهعليهوسلم مهاجرين عند فتح خيبر ، مع جعفر بن أبى طالب ، وولاه النبى صلىاللهعليهوسلم زبيد وذواتها إلى الساحل وعدن ، وولاه عمر : البصرة والكوفة ، وأمر أن يقر على ولايته أربع سنين ، دون عماله كلهم. فإنه أمر أن يقروا سنة ، ثم عزله عثمان فى صدر من خلافته ، بعبد الله بن عامر بن كريز ، فنزل أبو موسى وسكنها ، فلما دفع أهلها سعيد بن العاص ، ولوا أبا موسى ، وكتبوا إلى عثمان يسألونه أن يوليه ، فأقره عثمان على الكوفة إلى أن مات.
وولى علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه ، فعزله. فوجد عليه أبو موسى. فلما كان يوم التحكيم ، أشار بخلعه وخلع معاوية ، فوافقه على ذلك ، عمرو بن العاص خديعة منه ، وأمره أن يخطب الناس بذلك. فلما خطب ، وافقه عمرو على خلع علىّ وأقر معاوية. فغضب أبو موسى ، وتوجه إلى مكة ، وسكنها حتى مات بها. وقيل : مات بالكوفة فى ذى الحجة سنة أربع وأربعين ، وهو ابن ثلاث وستين سنة.
__________________
١٦٠٣ ـ انظر ترجمته فى : (الإصابة ٤ / ٢١١ ، الجرح والتعديل ٥ / ١٣٨).