ومنها منصب الخزندار وهو المسؤول عن خزائن قلعة صفد ومحتوياتها من أسلحة وأعتدة وغير ذلك ، ومثل الوظيفة السالفة يبدو أنها شغلت أحيانا فقط ، فالذي ذكرته المصادر هو أن السلطان قلاوون نقل سيف الدين بلبان الجوادي سنة ٦٧٨ ه / ١٢٨٠ م من ولاية المدينة إلى خزندارية قلعة صفد.
وكان لنيابة صفد إدارتها المدنية أيضا ، وقد شغلها «أرباب الأقلام».
وتصدر هؤلاء «ناظر النظار» أو «ناظر المملكة» وكانت وظيفته الإشراف على جميع الدواوين ، ولذلك حمل لقب (وزير) أحيانا. وكان يعين من قبل السلطان ، وكانت مهامها استشارية أكثر منها تنفيذية ، تعتمد على قوة شخصية شاغل الوظيفة وحكمته وعمق تجربته ، وتولى هذه الوظيفة عماد الدين محمد بن النويري مرتين خلال العقد الثاني من القرن الثامن ه / الرابع عشر م وكريم الدين أكرم الصغير سنة ٧٢٣ ه / ١٣٢٣ م (٦١).
وكان ديوان الإنشاء أهم دواوين الإدارة المدنية ، وقد تولاه موظف عرف باسم «كاتب السر». وكان يفترض فيه معرفة القرآن والحديث والسيرة والتاريخ والحكم والأمثال ، وأن يكون على درجة كبيرة من الفصاحة والبلاغة (٦٢). ومن الذين تولوا هذا الديوان في نيابة صفد : شهاب الدين أحمد بن غانم سنة ٧٠٠ ه / ١٣٠٠ م ، والشيخ الزين بن العسال سنة ٨٢٥ ه / ١٤٢١ م ، والشيخ جمال الدين الحسناوي سنة ٨٢٩ ه / ١٤٢٥ م ، والقاضي جمال الدين الباعوني سنة ٨٣٨ ه / ١٤٣٤ م (٦٣).
وكان من بين أهم الموظفين في هذا الديوان كتّاب الدرج (دست) أو الموقعون ، ولعل أشهر الذين تولوا هذا المنصب في أوائل القرن الثامن للهجرة / الرابع عشر للميلاد المؤرخ صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي.
وارتبط بديوان الإنشاء البريد ، وهو مرفق هام من مرافق الدولة ،