نظم بشكل دقيق جدا منذ أيام الظاهر بيبرس ، إلى حد أن الخبر كان يرد من دمشق إلى القاهرة في أربعة أيام فقط ، واعتمد هنا على نقل الخبر بوساطة الفرسان ، وأكثر المماليك أيضا من استخدم الحمام ، كما استخدموا المنائر والشارات الضوئية ، وحوت نيابة صفد ثلاث منائر في جينين ، وقاقون ، وجبل فحمة ، مع عدة أبراج للحمام في صفد وقاقون وجنين ، كما كان فيها عدة محطات للبريد تصل صفد بغزة فالقاهرة من جهة ، وبدمشق من جهة أخرى (٦٤).
وكان ديوان الجيش بين الإدارات المدنية في نيابة صفد ، وقد اهتم بشؤون العساكر المحلية وإقطاعاتهم ، وتولاه ناظر الجيش وغالبا ما كان واحدا من قضاة صفد ، كالشيخ شمس الدين محمد الحافظ القاضي الحنفي في صفد وذلك سنة ٧١٦ ه / ١٣١٦ م ، والقاضي ابن القف الذي صرف عنه سنة ٨٥٢ ه / ١٤٤٨ م لصالح القاضي بدر الدين ابن قاضي بعلبك ، وكان ناظر هذا الديوان يعين من قبل السلطان (٦٥).
وسلفت الإشارة إلى وجود وظيفة الكاشف أحيانا في نيابة صفد ، وهي وظيفة ذات صبغة عسكرية مدنية (٦٦).
هذا ويرجح أن نيابة صفد قد وجد فيها ديوان للمال تولاه ناظر خاص كان يعينه السلطان ، وذلك مع وظائف أخرى كان النائب يتولى تعيين أصحابها (٦٧).
وفضلا عن الإدارتين العسكرية والمدنية كان في نيابة صفد إدارة دينية شملت القضاء والفتوى والحسبة ونظر الأوقاف والمساجد والمدارس الدينية.
والقضاء مؤسسة رائدة في التاريخ الإسلامي لها تاريخ عام ارتبط بتطورها العام ، وخاص ارتبط بتطورها في كل واحد من الأقاليم والأزمان ، ويهمنا هنا أن نشير إلى أن السلطنة المملوكية اعترفت بأربعة