بالنقود نفسها التي راجت في السلطنة المملوكية واعتمدت ، وذلك من دنانير ودراهم وفلوس ، وتأثروا بالتالي بأزمات النقد ومشاكل «زغل العملة» وغيرها مما عانى منه العصر المملوكي ، ولا سيما في المدد المتأخرة (٧٥).
ومثلما تعامل سكان نيابة صفد بنقود السلطنة المملوكية ، اعتمدوا أيضا موازين الشام ومكاييلها ومقاييسها بشكل عام ، وارتبطت أوضاع النيابة الاقتصادية بأوضاع مدن الشام بشكل خاص ومدن السلطنة المملوكية بشكل عام (٧٦).
بعد هذا العرض العام لأوضاع نيابة صفد بقي علينا ـ قبل استعراض أهم ما شهدته من حوادث سياسية وما شاركت به ـ أن نتعرض للأوضاع الثقافية والحضارية فيها والاجتماعية ، لكن بما أن الأوضاع الثقافية والاجتماعية لم تلتزم بالحدود والتقسيمات الإدارية ، فإنني تناولتها بشكل إجمالي في فلسطين ضمن إطار بلاد الشام والسلطنة المملوكية مع عالمي العروبة والإسلام وذلك بشكل خاص في كتابي فلسطين في العصر المملوكي.
لقد أنشئت نيابة صفد لتقوم بدور التصدي للصليبيين في عكا والمناطق الأخرى ، ولهذا وضعت فيها حامية عسكرية كبيرة ، وكانت رتبة المتولي لها أعلى رتبة في الجيش المملوكي ، وبالفعل شاركت عساكر صفد مع المتطوعة من سكانها في النشاطات العسكرية الدفاعية والهجومية ضد الصليبيين حتى تمت تصفية وجودهم نهائيا ، وفي تلك الأثناء وبعدها شاركت قوات صفد في الأعمال العسكرية العامة للسلطنة المملوكية من تصد للمغول إلى الحملات الخارجية لا سيما ضد مملكة أرمينيا الصغرى وقوى آسيا الصغرى. أضف إلى هذا أن بلاد الشام شهدت خلال العصر المملوكي عددا من أعمال العصيان والثورات والصراعات على السلطنة ، وكان لعساكر صفد دورها في هذا كله ، ولقد كان من المهام الملقاة على