عساكر صفد ضبط الأمن في ديار النيابة والحفاظ على الاستقرار ، وبما أن نيابة صفد مثلها مثل غيرها من نيابات الشام قد حوت زعامات محلية طموحة وقوية ونشطة ، فإن حامية صفد اصطدمت بهذه الزعامات أو تدخلت لفض الخصومات بين فئاتها.
حول هذه المحاور دار التاريخ السياسي لنيابة صفد ، وهو بالواقع سجل أعمال عسكرية بالدرجة الأولى ، وليس هذا بالمستغرب فتلك هي الصورة التي يعكسها التاريخ المملوكي.
لقد شاركت عساكر صفد في الحملات المملوكية التي زحفت شمالا ضد سيس عاصمة مملكة أرمينيا الصغرى (كليكيا) في السنوات ٦٩١ ه / ١٢٩٢ م ، ٦٩٧ ه / ١٢٩٨ م ، ٧٠٣ ه / ١٣٠٣ م ، ولم تنفرد خلال ذلك بدور متميز فيذكر (٧٧).
وكان لعساكر صفد قوات رديفة جندت من البدو وسواهم وكان للمتطوعة من الشعب وجود ومشاركة في الجيوش المملوكية التي تولت الدفاع عن بلاد الشام ضد الخطر المغولي في مطلع القرن الثامن ، عندما كانت السلطنة المملوكية تحكم من قبل المماليك الأتراك ، وليس في المصادر ما يوحي بحجم القوات الصفدية أو النفقات المالية التي تحملتها النيابة وآثار ذلك عليها (٧٨).
وكان تاريخ المماليك الأتراك قد ارتبطت بدايته بموجة الحملات المغولية الأولى ، والمدهش حقا أن انحسار سلطان هؤلاء المماليك وحلول المماليك الشركس محلهم قد ارتبطت بداياته بوصول الموجة المغولية الثانية بقيادة تيمورلنك ، وقد أخفقت السلطنة المملوكية في التصدي له ، ولم يكن هنالك أي نوع من الانتصارات يشبه ما حدث في عين جالوت ، بل هزائم وتخاذل مخز.
ففي رجب سنة ٧٩٦ ه / أيار / مايو ١٣٩٣ م خرج نائب صفد الأمير