أرغون شاه الإبراهيمي مع عساكر مملكته وانضم إلى نواب الشام الذين توجهوا إلى حلب للمرابطة بها ، والدفاع عنها ضد تيمورلنك (٧٩) ، ولم يزحف تيمورلنك هذه السنة ضد بلاد الشام بل فعل ذلك بعد سبع سنوات في سنة ٨٠٣ ه / ١٤٠٠ م ، وفي ربيع الأول ٨٠٣ ه / تشرين الثاني / نوفمبر ١٤٠٠ م خرج الطنبغا العثماني نائب صفد مع قواته وانضم إلى نواب الشام الذين زحفوا نحو حلب للتصدي لجيوش تيمورلنك ، وكان تيمورلنك قد عقد العزم على الاستيلاء على بلاد الشام ومصر والشمال الإفريقي أيضا وأعد العدة في سبيل ذلك ، وأخفقت العساكر المملوكية في الدفاع عن حلب وانسحبت إلى دمشق ، ودخل تيمورلنك حلب مدمرا وقاتلا بشكل وحشي لا نظير له ، وبعد هذا زحف ضد بقية مدن الشام فاستولى عليها كما استولى على دمشق نفسها. إلا أنه تجددت أمامه ظروف حالت بينه وبين التوجه نحو مصر (٨٠).
وبعد تيمور تعاظمت الضغوط على السلطنة المملوكية ولا سيما بحريا ، ولهذا عزمت السلطات المملوكية على الاستيلاء على قبرص ، وبالفعل أعدت الأساطيل لهذا الغرض ، ونشطت لاحتلالها ، وشاركت نيابة صفد في هذا المقصد ، ففي سنة ٨٢٧ ه / ١٤٢٤ م صدرت أوامر السلطنة إلى نائب صفد الأمير سيف الدين مقبل الرومي ، بتجهيز سفينة حربية لتشترك مع العمارة البحرية المملوكية المرسلة لاحتلال قبرص ، وقد تعين للاشتراك في هذه الحملة أتابك عساكر صفد مع مماليك النائب ومقدمهم (٨١).
ولقد حركت حملات تيمورلنك المختلفة قبائل تركستان وسواها وسببت دفع قبائل تركية جديدة نحو المناطق الحدودية لبلاد الشام ولا سيما في الشمال ، وكان من بين أهم القبائل مجموعة عرفت باسم الشاة البيضاء (الآق ـ قونيلو). واضطرت السلطنة المملوكية إلى تجديد الحملات ضد الآق ـ قونيلو ، ومن بين الحملات واحدة قادها