السلطان الأشرف برسباي سنة ٨٣٦ ه / ١٤٣٣ م ، وقد شاركت عساكر نيابة صفد في هذه الحملة (٨٢).
وكان المماليك الأوائل قد ركزوا نشاطاتهم في شمالي بلاد الشام ضد دولة أرمينيا الصغرى ، وبعد زوال هذه الدولة ظهر في بعض مناطقها السالفة دويلة تركمانية جديدة اسمها «دلغادر» (ذولقادر) في «أبلستان».
وقد هددت هذه الدولة حلب وأراضي شمالي بلاد الشام ، وجردت السلطنة المملوكية جيوشها ضدها ، وشاركت عساكر صفد في الحملات المملوكية التي جردت في المدة المحصورة فيما بين ٨٧٠ ـ ٨٧٥ ه / ١٤٦٥ ـ ١٤٧٠ م (٨٣).
وحاولت السلطنة المملوكية وضع دويلات التركمان في مناطق الحدود الشمالية تحت نفوذها مستهدفة من وراء ذلك استخدامها كحاجز بينها وبين الدولة العثمانية المتنامية القوى والمطامح في آسيا الصغرى وأوربا الشرقية ، لكن السياسة المملوكية أخفقت ، وحدثت صدامات مباشرة مع العثمانيين ، كان الحاسم فيها معركة مرج دابق في ٢٥ رجب سنة ٩٢٢ ه / ٢٤ آب / أغسطس ١٥١٦ م. وكانت عساكر صفد ضمن جيش السلطنة المملوكية ، وقتل في هذه المعركة الأمير طراباي نائب صفد ، ودخلت بلاد الشام ، ومن ثم مصر تحت السلطان العثماني ، وانتهى بهذا العصر المملوكي (٨٤).
لقد عاشت نيابة صفد وسط دوامة أحداث بلاد الشام في العصر المملوكي وشاركت بشكل أو آخر في حركات التمرد التي قام بها نواب الشام ، ولا سيما في دمشق ، فعندما تمرد الأمير سنقر الأشقر على السلطان قلاوون سنة ٦٧٨ ه / ١٢٨٠ م وأعلن نفسه سلطانا في بلاد الشام مال نحوه الأمير علاء الدين الكبكي نائب صفد ، فأقره سنقر في منصبه ، وشارك بعد ذلك في القتال الذي دار ضد قلاوون أولا قرب غزة ثم قرب الكسوة في أحواز دمشق وانتصر قلاوون وعادت بلاد الشام إلى