مصر لخلع فرج بن برقوق ، وبينما هما في طريقهما إلى مصر بعثا بقوة ضد صفد فأخفقت من جديد ، فعادت وانضمت إلى وحداتهما ، هذا وأخفقت أيضا جهود جكم وشيخ في خلع فرج بن برقوق (٩٤).
ولم يطل الأمر حتى نشب خلاف بين شيخ المحمودي وجكم وبناء عليه مال شيخ إلى الطاعة ، وظل جكم على موقفه في العصيان ، وقاد هذا إلى الحرب بينهما ، وكانت أهم المعارك بينهما واحدة وقعت قرب الرستن على العاصي بين حمص وحماة في سنة ٨٩٨ ه / ١٤٠٦ م ، وانتصر جكم فسيطر على دمشق وصفد والصبيبة (قلعة بانياس) وغزة والكرك ، وعين جكم لحكم هذه النيابات الأمير نوروز الحافظي (٩٥).
واقتضت الأحوال الآن قدوم فرج بن برقوق إلى بلاد الشام حيث تمكن من استعادتها ، فعين مجددا الأمير شيخ المحمودي نائبا لدمشق ، ولم يمكث السلطان الناصر فرج بن برقوق طويلا في الشام بل عاد إلى القاهرة ، فعادت الصراعات إلى أرض الشام ، وخلال ذلك استولى الأمير سودون الحمزاوي على مدينة صفد لصالح جكم ونوروز الحافظي ، ذلك أنهما عادا إلى دمشق وطردا شيخا المحمودي منها ، ولجأ شيخ إلى نيابة صفد في جمادى الآخرة ٨٠٩ ه / تشرين الثاني / نوفمبر ١٤٠٦ م ، واستقر في مدينة صفد بينما تحصن سودون الحمزاوي في القلعة ، وهرب سودون إلى غزة ، وانفرد شيخ المحمودي بحكم نيابة صفد (٩٦).
وفي رمضان من سنة ٨٠٩ ه / شباط فبراير ١٤٠٧ م أعلن جكم في حلب نفسه سلطانا باسم «الملك العادل أبو الفتوح عبد الله جكم» وضربت السكة باسمه «وتغلب نوروز على الشام من جهة جكم ، وخطبوا باسمه من غزة إلى أقصى بلاد حلب ، ما خلا صفد لوجود شيخ فيها» (٩٧).