ولم يطل الوفاق بين فرج بن برقوق وشيخ المحمودي ، وعزم شيخ على خلع السلطان الناصر فرج وتنصيب نفسه مكانه ، وهكذا ما أن انتهى الصراع بين فرج بن برقوق وجكم حتى تفجر بشدة أعظم بين شيخ المحمودي وفرج بن برقوق ، وكانت أرض الصراع بينهما جميع النيابات الشامية بما في ذلك صفد ، فقد ظلت صفد في حوزة الناصر فرج بن برقوق ، وفي سنة ٨١٢ ه / ١٤٠٩ م حاول شيخ الاستيلاء على صفد بقوة السلاح فأخفق ، فعمل على استمالة الأمير علان العثماني نائب قلعة صفد إلى جانبه ، فاعتقل له الطنبغا العثماني نائب صفد ، وتولى شؤون النيابة وحكمها باسم شيخ المحمودي.
وتحرك الناصر فرج من القاهرة يريد الشام ، ولدى وصوله إلى غزة ثار أهل صفد بالأمير علان العثماني وطردوه منها ، وما لبث شيخ أن بعث إلى صفد سودون المحمدي نائبا لها ، لكن سودون هذا ذهب إلى دمشق وآثر الانضمام إلى صفوف السلطان فرج بن برقوق ، فبعث شيخ من جديد نائبا له إلى صفد اسمه الأمير سودون بقجة (٩٨).
وتوجه سودون بقجة نحو صفد ففوجىء أن السلطان الناصر فرج بن برقوق قد بعث بالأمير شاهين الزردكاش نائبا عنه إلى صفد ، وأن هذا النائب قد تسلم عمله فيها ، وطبعا أقدم على منع سودون بقجة من الدخول إليها ، وبناء عليه حشد شيخ المحمودي قواته الخاصة مع أنصاره من القبائل العربية (العشير) وبعث بالجميع ضد صفد في سنة ٨١٢ ه / ١٤١٠ م ، وبذلت قوات شيخ جهدا كبيرا للاستيلاء على صفد ، لكنها أخفقت لما لقيته من مقاومة ولوصول نجدات إلى حاميتها من غزة ، وأفاد من هذا الصراع والفوضى الناجمة عنه قوات (العشير) فعاثت فسادا ونهبا في المناطق الشمالية من نيابة صفد (٩٩).
وانتهى الصراع المدمر بين فرج بن برقوق وشيخ المحمودي بإقصاء فرج عن السلطنة في سنة ٨١٥ ه / ١٤١٢ م ، وحلول شيخ المحمودي