هارون بن معروف ، نا ضمرة ، عن رجاء بن أبي سلمة ، عن عقبة بن أبي نسيبة ، قال : رأيت خليد بن سعد في منامي بعد موته ، فقلت : ما صنعت؟ قال : أفلتنا ولم نكد ، قلت : متى عهدكم بالقرآن؟ قال : لا عهد لنا بن منذ فارقناكم ، الصواب ابن أبي ثبيب.
٢٠١١ ـ خليد بن سعوة (١)
وفد على عمر بن عبد العزيز متظلما من سعد ـ ويقال سعيد ـ بن مسعود والي عمان من قبل عدي بن أرطأة ، والي البصرة من قبل عمر.
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد بن عبد القوي المصّيصي الفقيه ، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار ، أنا أبو بكر عبد الباقي بن عبد الكريم بن عمر الشيرازي ح.
وأنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري ، عن عبد العزيز بن علي الأزجي ، قالا : أنا أبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة (٢) ، أنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، حدّثني جدي يعقوب ، قال : ويقولون إن سعيد أو سعد بن مسعود وثب على خليد بن سعوة فضربه مائة سوط في سبب ناقة طلبها منه فأبى خليد أن يعطيها إياه فركب خليد إلى عمر فأنشده قول بعض الشعراء فيه :
إن كنت تحفظ ما لديك فإنما |
|
عمّال أرضك بالعراق ذئاب |
لن يستقيموا للذي تدعو له |
|
حتى تضرب بالسيوف رقاب |
بالكفّ منصلتين أهل بصائر |
|
في وقعهن مواعظ وعقاب |
لو لا قريش نصرها وعقافها |
|
ألفيت منقطعا بك الأسباب |
قالوا : فكتب عمر إلى عدي أن اعزل سعيدا واحمله إليّ ، فعزله وحمله مقيدا ، فقدم به إلى عمر فسأله عن ضربه خليدا فقال : أطلقني أخبرك ، فأطلقه فأخبره ، فلما خشي عمير بن سعد أن يجلد أبوه قال : أنا الذي ضربته ، قال : إذا أقصه منك ، فأقيم ليضرب ، فقال له أبوه : اصرر (٣) أذنيك إصرار الفرس الجموح ، واذكر أحاديث عدو آبائك ، واذكر الله فإنها معجزة.
__________________
(١) الاعتدال ١ / ٦٦٤.
(٢) ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٨٢.
(٣) صر الفرس والحمار بأذنه وصرها وأصرّ بها : سواها ونصبها للاستماع (قاموس).