أن عبادة أنكر على معاوية شيئا ، فقال : لا أساكنك بأرض ، فرحل إلى المدينة ، فقال له عمر : ما أقدمك؟ فأخبره ، فقال : ارحل (١) إلى مكانك ، فقبّح الله أرضا لست فيها ، وأمثالك ، فلا إمرة له عليك.
أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العبّاس ، أنا محمّد بن عبد الله بن عمر العمري ، نا أبو محمّد بن أبي شريح ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا محمّد بن عبد الملك بن زنجويه ، نا إسماعيل بن أبي أويس ، حدّثني أبي ، عن أبي منيع الوليد (٢) بن داود بن محمّد بن عبادة بن الصّامت ، عن ابن عمه عبادة بن الوليد ، ولم يذكر في الإسناد عن الوليد بن عبادة ، وقال :
كان عبادة بن الصّامت مع معاوية بن أبي سفيان في عسكره ، فأذن يوما فقام خطيب يمدح معاوية ويثني عليه ، فقام عبادة بتراب في يده فحثاه في في الخطيب ، فغصب معاوية ، فقال له عبادة مجيبا له : إنّك يا معاوية لم تكن معنا حين بايعنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالعقبة على السمع والطاعة في منشطنا ومكسلنا ، وأثرة علينا ، وأن لا ننازع الأمر أهله ، وأن نقوم بالحق حيث (٣) ما كنّا لا نخاف في الله لومة لائم ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «احثوا في أفواه المدّاحين التراب» (٤) [٥٥٤٦].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا الحسن علي التميمي ، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، نا عبد الله بن أحمد (٥) ، حدّثني أبي ، نا الحكم بن نافع أبو اليمان ، نا إسماعيل بن عياش ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم (٦) ، حدّثني إسماعيل بن عبيد الأنصاري ، فذكر الحديث ، فقال عبادة لأبي هريرة :
يا أبا هريرة إنك لم تك معنا إذ بايعنا (٧) على السمع والطاعة في النشاط والكسل ،
__________________
(١) عند أبي زرعة : ارجع.
(٢) كذا بالأصل ، ولم أقف عليه.
(٣) كذا بالأصل وم ، وفي المطبوعة : «حيث كنا».
(٤) نقله الذهبي في سير الأعلام ٢ / ٧ من طريق ابن أبي أويس.
قال الخطابي : المداحون هم الذين اتخذوا مدح الناس عادة وجعلوه بضاعة يستأكلون به الممدوح ويفتنونه.
(٥) مسند الإمام أحمد ٨ / ٤١٥ ـ ٤١٦ رقم ٢٣٨٣٣.
(٦) إعجامها مضطرب بالأصل ، والصواب ما أثبت عن م ومسند أحمد.
(٧) بعدها في المسند : «رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إنا بايعنا» سقطت العبارة من الأصل وم.