قال : ثم أخذ أبو بكر بيدي فقال : يا أبا ذرّ ، فقلت : لبيك يا أبا بكر ، قال : هل كنت تألّه ـ وفي حديث ابن أبي العلاء وابن مروان : تتأله ـ في جاهليتك؟ قال : نعم ، لقد رأيتني أقوم عند الشمس ، فما أزال مصليا حتى يؤذيني حرّها فأخرّ كأني خفاء (١) فقال لي : فأين كنت توجه؟ قال : قلت : لا أدري ، إلّا حيث وجهني الله حتى أدخل الله عليّ الإسلام.
أنبأنا أبو علي الحداد وجماعة ، قالوا : أنا أبو بكر بن ريذة ، أنا سليمان بن أحمد بن أيوب ، نا بكر بن سهل ، نا عبد الله بن يوسف ، نا يحيى بن حمزة ، نا أبو طرفة عبّاد بن الرّيّان اللّخمي الحمصي قال : أتيت المقدام بن معدي كرب وهو في قرية على أميال من حمص يوم عيد ، فقلنا : اخرج فصلّ (٢) بنا العيد ، فقال : لا ، صلّوا فرادى.
قرأت على أبي محمّد عبد الله بن أسد ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمّام بن محمّد ، أنا أحمد بن سليمان بن حذلم ، نا يزيد بن محمّد بن عبد الصمد ، نا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا عبد الكريم بن محمّد ، قال : سمعت عبّاد بن الرّيّان اللّخمي قال : كنت عند هشام فأقبل مكحول ، فأمر هشام أن يؤتى بالنطع والسيف ليضرب رقبة مكحول ، فقام رجل من الناس فقال : ائذن لي يا أمير المؤمنين أن أتكلم ، قال : تكلّم ، قال : إني سمعت مكحولا يقول : لا أبقاني الله بعد هشام ، قال : أنت سمعته؟ قال : نعم ، قال : ردّوا السّيف والنطع.
٣٠٧٦ ـ عباد بن زياد (٣)
المعروف أبوه بزياد بن أبي سفيان أبو حرب من أهل البصرة.
روى عن عروة ، وحمزة ابني المغيرة بن شعبة.
روى عنه الزهري.
وقدم دمشق غير مرة ، وشهد وقعة مرج راهط مع مروان بن الحكم.
__________________
(١) الخفاء بالكسر والفتح : الكساء.
(٢) عن م وبالأصل : «فصلى».
(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ٩ / ٤٠٢ وتهذيب التهذيب ٣ / ٦٤ وميزان الاعتدال ٢ / ٣٦٦ والوافي بالوفيات ١٦ / ٦١٢ والجمع بين رجال الصحيحين ١ / ٣٣٤ والمحبر ص ٥٨ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٨١ ـ ١٠٠) ص ٩٦ وانظر بحاشيته أسماء مصادر أخرى ترجمت له.