حيارى كأنهم مجانين في زوايا وبراري وقفار ، قال : فبقي الرجل باهتا ، فقال : فما أصنع يرحمك الله ، فقال عبّاس : تتقي الله وتطيعه ، وتجتنب ما نهاك عنه ، وتحفظ جوارحك ، وتداوم على العبادات جهدك باستفراغ طاقتك حتى يأتي أمر الله فيك وأنت على ذاك (١) ، فبكى الرجل بكاء شديدا وقال : نعم يا شيخ ، مقبول ، على الرأس والعين.
قالا : وأنا ابن جهضم ، أنا جعفر الخلدي (٢) ، نا أبو بكر الكتاني ، قال : تزوج عبّاس بن المهتدي امرأة ، فلما كانت الليلة التي أراد أن يدخل عليها حملت إليه ، فدخل عليها ، فأقام عندها ساعة ، وكان قد وقع في نفسه منها شيء ، فاحتشم لذلك ولم يقربها ولم يدر أيش القصة ، فقال : غطي رأسك ، وخرج من عندها ، ولم يقل لها شيئا ، وتركها على حملها (٣) ، فلما كان بعد أيام ظهر لها زوج.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبي ، قال : سمعت محمّد بن عبد الله الفرغاني يقول : تزوج عبّاس بن المهتدي امرأة ، فلما كانت ليلة الدخول وقع عليها ندامة ، فلما أراد الدنو منها زجر عنها ، فامتنع من وطئها ، وخرج فبعد ثلاثة أيام ظهر لها زوج.
٣١٢٣ ـ العبّاس بن ميمون
من أصحاب مكحول ، له ذكر.
أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن عبد القاهر ، وعلي بن عبيد الله بن نصر ، قالا : أنا المبارك بن عبد الجبّار بن أحمد ، أنا أبو بكر محمّد بن سعيد بن يعقوب بن إسحاق الصّيدلاني ، أنا عمر بن محمّد بن سيف ، نا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، نا محمّد بن وزير ، نا الوليد ، أخبرني سعيد وابن جابر أن مكحولا كان يدرس ـ يعني ـ القرآن مع الجماعة ثم تركه ، وأمر العبّاس بن ميمون فقرأ عليه واستمع.
__________________
(١) في المطبوعة : ذلك.
(٢) في م : المخلدي.
(٣) في م والمطبوعة : حملتها.