عبّاس بن المهتدي من أهل بغداد ، كنيته أبو الفضل ، يرجع إلى فتوة ظاهرة ، وفراسة حادة ، وحبّ للفقراء ، وميل إليهم ، ورفق بهم ، دخل مصر ، وصحب بها أبا سعيد الخراز.
قال الخطيب : وحدّثني يحيى بن علي الدسكري قال : قال أبو العبّاس النسوي : عبّاس بن المهتدي أبو الفضل ، من أهل بغداد ، كان من أقران جنيد ، كثير الأسفار على التجريد والتوكّل ، وله فطنة وفراسة.
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن (١) عبد العزيز المكّي ، أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكّاك ، أنا الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي ، أنا علي بن عبد الله بن جهضم أبو الحسن.
ح وأنبأنا أبو سعد بن الطّيّوري ، عن عبد العزيز الأزجي ، أنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم قال : سمعت أحمد بن علي بن هارون يقول : سمعت أبا علي الخرقي (٢) يقول : سمعت عبّاس بن المهتدي أبا الفضل يقول : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في النوم وأنا أقول وأتواجد وأدقّ صدري ، فقال لي النبي صلىاللهعليهوسلم : الغلط في هذا أكثر من الصواب.
قال : ونا علي بن أحمد الحريري (٣) من كتاب أخيه إبراهيم قال : سمعت أبا بكر بن واضح يقول : سمعت علي بن سهل بن (٤) علي بن سهل (٥) يقول : قال لي عمرو بن عثمان أبو عبد الله المكي :
كنت مع عبّاس بن المهتدي جالسا في المسجد الحرام إذ جاء رجل خراساني فوقف علينا ، وقال لعبّاس : دلّني على الله عزوجل ، فقال له عبّاس : وما لك وله ، وأيش بينك وبينه؟ إنه لما لم يكن له أحد يوحده إلّا إبراهيم خليله عليه الصّلاة والسّلام أسلمه إلى النمرود وابتلاه بذبح ابنه ، وقد سمعت ما فعل بيعقوب في ولده يوسف ، وما فعل بيونس ونوح وداود وغيرهم من الأنبياء عليهم الصلاة والسّلام ، ترى (٦) ماتوا مذبذبين
__________________
(١) في م : أحمد بن محمد بن عبد العزيز.
(٢) مهملة بالأصل بدون نقط والمثبت عن المطبوعة.
(٣) في م : الحويزي.
(٤) كتبت فوق الكلام بين السطرين بخط مغاير بالأصل.
(٥) قوله : «بن علي بن سهل» ليس في المطبوعة والخبر مطموس في م لم يظهر بوضوح في التصوير.
(٦) في م : يرى ما ماتوا.