ذكر من اسمه عبّاس
٣٠٨١ ـ العبّاس بن أحمد بن طولون (١)
استخلفه أبوه على إمرة مصر حين توجّه إلى الشام ، فولّي عليها من قبل المعتمد ، وضمّ إليه كاتبه أبا عبد الله أحمد بن محمّد الواسطي مدبرا لأمره ووزيرا له ، فاستخصّ العباس قوادا من قوّاد أبيه كانوا يخافونه فحسّنوا له التغلب على مصر والقبض على الواسطي ، ففعل ثم سار عن مصر إلى برقة ، وقدم أحمد بن طولون من الشام إلى مصر سنة خمس وستين ومائتين ، وتوجّه العبّاس إلى افريقية ، فنزل لبدة (٢) ، فخرج إليه عاملها ، وأهلها فتلقوه وأكرموه ، فأمر العباس بنهبها ، فنهبت وأهلها على غرة ، فقتلت رجالهم ، وفضحت نساؤهم ، فغضب لذلك إلياس بن منصور النفوسي رأس الإباضية يومئذ بجبل نفوسة ، وسار إلى العباس في اثني عشر ألفا من الإباضية ، وبعث إبراهيم بن أحمد بن الأغلب صاحب إفريقية بغلام له (٣) في جمع كثير من أهل إفريقية ، فأطبق الجيشان على العباس ، فباشر العباس الحرب يومئذ بنفسه ، وحسن بلاؤه وأثره فيه ، وقال العبّاس يومئذ (٤) :
لله درّي إذ أغدو على فرسي |
|
إلى الهياج ونار الحرب تستعر |
وفي يدي صارم أفري الرءوس به |
|
في حدّة الموت لا يبقي ولا يذر |
إن كنت سائلة عنّي وعن خبري |
|
فها أنا الليث والصّمصامة الذّكر |
__________________
(١) أخباره في تاريخ الطبري والكامل لابن الأثير بتحقيقنا (انظر الفهارس) والنجوم الزاهرة ٣ / ٤.
(٢) لبدة : مدينة بين برقة وأفريقية وقيل بين طرابلس وجبل نفوسة (ياقوت).
(٣) يقال له بلاغ (انظر ولاة مصر للكندي ص ٢٤٨).
(٤) الأبيات في ولاة مصر ص ٢٤٨ ـ ٢٤٩ والنجوم الزاهرة ٣ / ٢١.