لي مخافة أن تأتيني فتحركه عليّ ، إنه لا سمع له ولا بصر.
قال البيهقي : قوله : إلّا رفدا : يريد إلّا أن أرفد فأعان على القيام حتى أنهض ، وقوله : إلّا ما لوّق ، يقول : إلّا ما لين من الطعام حتى يصير كالزبد في لينه من الكبر ، وقوله : قد مات صاحبي وأنه لا سمع له ولا بصر : يريد الفرج ، إنه لا يقدر على شيء ولا يعرفه. يقول : وأنا مع هذا أكره أن أخلو بامرأة.
قاله أبو عبيد (١) فيما أخبرنا السّلمي ، أنا الكازري ، أنا علي بن عبد العزيز ، عن أبي عبيد.
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو سعيد محمّد بن موسى ، نا أبو العباس الأصمّ ، نا الحسن بن علي بن عفان ، أنا أبو أسامة ، عن عيسى بن شيبان ، عن عبادة بن محمّد بن عبادة بن الصّامت قال :
لما حضرت عبادة الوفاة قال : أخرجوا فراشي إلى الصحن ـ يعني الدار ـ ثم قال : اجمعوا لي مواليّ وخدمي وجيراني ومن كان يدخل عليّ ، فجمعوا له ، فقال : إن يومي هذا لا أراه إلّا آخر يوم يأتي عليّ من الدنيا ، وأوّل ليلة من الآخرة ، وإني لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء ، وهو والذي نفس عبادة بيده القصاص يوم القيامة وأحرّج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلّا اقتصّ مني قبل أن تخرج نفسي ، قال : فقالوا : بل كنت والدا ، وكنت مؤدّبا ، قال : وما قال لخادم سوءا قط ، فقال : أغفرتم لي ما كان من ذلك؟ قالوا : نعم ، قال : اللهمّ اشهد ، ثم قال : أما لا فاحفظوا وصيتي ، أحرج على إنسان منكم يبكي عليّ ، فإذا خرجت نفسي فتوضّئوا وأحسنوا الوضوء ، ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلّي ثم يستغفر لعبادة ولنفسه ، فإن الله تبارك وتعالى قال : (اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ)(٢) ، ثم أسرعوا بي إلى حفرتي ، ولا تتبعني نارا (٣) ، ولا تضعوا تحتي ارجوانا (٤).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ،
__________________
(١) في م : «أبو عبيدة».
(٢) سورة البقرة ، الآية : ١٥٣.
(٣) في م : تتبعوني.
(٤) الخبر نقله المزي في تهذيب الكمال ٩ / ٤٤١ من طريق أبي أسامة.