كتابا وهو في الثالثة عشرة وهو صاحب دار الطب والهندسة. ومدرسته اليوم ، متهدمة واسم البستان بستان اللبودي شرقي بستان الشموليات من أراضي باب السريجة. هذه هي المدارس الطبية بدمشق وقد دثرت ودثرت أسماؤها.
ومن عرف أن القدماء كانوا يعنون بالطب أكثر مما نتصور لا يستكثر على دمشق أربع مدارس في الطب في الدهر الغابر. فقد ذكر المؤرخون أنه كان لكل من أبي المجد بن الحكم ومهذب الدين النقاش ورفيع الدين الجيلي مجالس عامة للمشتغلين عليهم بالطب في دمشق. قال السبكي في معيد النعم : ومن حقهم ـ أي السلاطين ـ إقامة فقيه في كل قرية لا فقيه فيها يعلم أهلها أمر دينهم ، ومن العجب أن أولياء الأمور يستخدمون في كل حصن طبيبا ويستصحبون أطباء في أسفارهم بمعلوم من بيت المال ولا يتخذون فقيها يعلمهم الدين ، وما ذاك إلا أن أمر أبدانهم أهم عليهم من أمر أديانهم نعوذ بالله من الخذلان اه.
وفي المحرم من عام (١٣٢١) صدرت إرادة السلطان عبد الحميد الثاني بإنشاء مدرسة طبية ملكية بدمشق وأن يخصص لبنائها عشرة آلاف ليرة ومثلها لنفقتها السنوية ولوازمها لمنافسة مدرستي الطب في بيروت الأميركية واليسوعية. فشرع في خريف تلك السنة بالتدريس في دار استؤجرت موقتا في طريق الصالحية ريثما تبنى المدرسة الجديدة.
وفي أوائل دخول الجيش العربي والإنكليزي آخر أيام الحرب العامة أنشئت.
(١٧٤) «مدرسة طبية» على أنقاض مدرسة الأتراك جعلت في مستشفى الغرباء التي كانت في مقابر الصوفية أو مقبرة البرامكة ثم أنشئ لها مدرّج باسم مدرج الجامعة السورية.
مدارس حلب (١) :
نشأت المدارس في حلب في العهد الذي أنشئت فيه بدمشق ولكن على
__________________
(*) تفضل الشيخ مسعود الكواكبي فألقى نظره على هذا الفصل في المدارس وعلى الفصل الآتي في الزوايا والربط.