صورة مصغرة ، وقد بنيت أول مدرسة فيها سنة (٥١٧) وهي :
(١٧٥) «المدرسة الزجاجية» بناها بدر الدولة سليمان بن عبد الجبار صاحب حلب ، ولما أراد بناءها لم يمكنه الحلبيون من ذلك إذ كان الغالب عليهم التشيع ، فكان جماعته يبنون في النهار والشيعة تنقض ما بنوه في الليل. وقال بعض المؤرخين : إنها من بناء عبد الرحمن بن العجمي لأصحاب الشافعي ، وقد خربت وأصبحت دورا للسكنى ، ويغلب أن يكون مكانها في محل خان الطاف من محلة الجلوم (إعلام النبلاء).
(١٧٦) «النورية» أنشأها الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي سنة (٥٤٤) وتعرف بالنفرية أيضا وهي تجاه المدرسة الصاحبية.
(١٧٧) «العصرونية» كانت دارا لأبي الحسن علي بن أبي الثريا وزير بني مرداس فصيرها الملك العادل نور الدين سنة (٥٥٠) مدرسة وجعل فيها مساكن للمرتبين بها من الفقهاء ، وقد كانوا سنة (٨٧٤) فوق المئة ، واستدعى لها من سنجار شرف الدين بن أبي عصرون فولاه تدريسها والنظر فيها ، وهو أول من درس بها فعرفت به ، وبنى له نور الدين مدارس بمنبج وحماة وحمص وبعلبك ودمشق ، وقد كان لها بقية إلى سنة (١٣٤٣) إذ شرعت إدارة الأوقاف بخرابها وإقامة دور للسكنى مكانها يضاف ريعها للأوقاف.
(١٧٨) «الصاحبية» أنشأها القاضي بهاء الدين يوسف المعروف بابن شداد ، قال ابن خلكان : إن حلب كانت قبل أن يتصل ابن شداد بخدمة الملك الظاهر قليلة المدارس وليس بها من العلماء إلا نفر يسير ، فاعتنى بترتيب أمورها ، وجمع الفقهاء بها ، وعمرت في أيامه المدارس الكثيرة ، وكان الملك الظاهر قد قرر له إقطاعا جيدا يحصل منه جملة مستكثرة، فعمر مدرسة بالقرب من باب العراق قبالة مدرسة نور الدين محمود بن زنكي للشافعية ، وذلك في سنة إحدى وستمائة ، ثم عمر في جوارها دارا للحديث وجعل بين المكانين تربة يدفن فيها ، ولما صارت حلب على هذه الصورة قصدها الفقهاء وحصلت بها الاستفادة والاشتغال وكثر الجمع بها. وتقع هذه المدرسة في الزاوية الغربية من الجنينة المعروفة الآن بجنينة الفريق شرقي محلة السفاحية ، ولم يبق منها ولا من دار الحديث سوى حجر مكتوب وقد