بخدمة البيمارستان عن ثمن قدور ونحاس وفرش ولحف ومخدة ، وفي كل شهر إلى قيمه والمؤذن بالمسجد بقرب البيمارستان خمسة وعشرون درهما ، فإن فضل يصرف إلى فكاك الأسارى من الكفار ، وبعد ذلك عاد وقفا على الفقراء. وتاريخ الوقفية سنة (٦٥٢) وتاريخ المسجد سنة (٨٨٠) ثم ذكر القرى والبساتين والحوانيت والطواحين التي وقفها على بيمارستانه.
وظل المستشفى النوري عامرا إلى سنة (١٣١٧ ه) وكان أطباؤه وصيادلته لا يقلون عن عشرين رجلا حتى قامت بلدية دمشق بإنشاء مستشفى للغرباء (٥٩٨) في الجانب الغربي من التكية السليمانية المطلة على المرج الأخضر ، وجمعت له إعانات وأخذ مبلغ من واردات البلدية وأوقاف المستشفى النوري واحتفل في ١٥ ذي القعدة (١٣١٧) بافتتاح المستشفى الجديد وخصصت أوقاف المستشفى النوري ومبلغ خمسمائة ليرة تؤخذ مسانهة من ريع البلدية تصرف على المستشفى الذي سمي بادئ بدء بالمستشفى الحميدي نسبة إلى السلطان الذي بني في عهده. أما بناية المستشفى النوري فقد جعلت مدرسة وواجهتها لا تزال بحالها وفيها بعض الحجر والنوافذ من البناء القديم ، والغالب أن الأيام سطت على بقية البناء فتغيرت معالمه. وقد رمت واجهته مؤخرا.
وزاد المستشفى الجديد رونقا ورواء مقبرة الصوفية التي ضمت إليه وجعلت حديقة للمستشفى. وقد سمي المستشفى على عهد الحكومة العربية بالمستشفى الوطني وأقيمت مدرسة الطب بجانبه والحكومة متكفلة بالإنفاق عليه.
وفي دمشق لهذا العهد عدة مستشفيات ، الأول :
(٥٩٩) «المستشفى العسكري» وهو من بناء إبراهيم باشا المصري في القرن الماضي.
(٦٠٠) «المستشفى الأسكتلندي» وفي ١١ ذي القعدة ١٣١٥ (٢٤ أيار ١٨٩٩) احتفلت جمعية اسكتلندا الإنكليزية بافتتاح المستشفى الذي أسسته في أرض الزينبية على طريق بغداد وهو على غاية من حسن الهندسة وجمال الحديقة وسعتها.
(٦٠١) «المستشفى اللعازري» بنته أخوية اللعازريين الإفرنسية قبالة المستشفى الاسكتلندي وهو حسن البناء والنظام أيضا.