وفي سنة (٥٥٣) اجتمع المجمع المسكوني الخامس في القسطنطينية على عهد القيصر يوستنيانوس الكبير وكان أعضاؤه مائة وخمسة وستين أسقفا حكموا على غوايات أوريجانوس الشهير وما يعرف في التاريخ الكنسي «بالقضايا الثلاث» وأثبتوا أحكام المجامع المسكونية الأربعة.
وفي سنة (٦٨٠) إلتأم المجمع المسكوني السادس في القسطنطينية وحضره القيصر قسطنطين اللحياني ومائة وسبعون أسقفا وفي رواية أخرى مائتان وتسعة وثمانون أبا حكموا على القائلين «بالمشيئة الواحدة» في المسيح ، منهم سرجيوس بطريرك القسطنطينية وأونوريوس بابا رومية وأقاموا المجامع المسكونية الخمسة فباتت هذه البدعة تعالج النزع في شيعة الراهب يوحنا مارون التي عرفت «بالمردة» وانحصرت على قنن لبنان وتسمى الآن «بالمارونية نسبة إلى الراهب المذكور الذي صار أسقفا أول عليها حتى استوفت أنفاسها أيام حملات الفرنج الصليبيين على الشام سنة (١١٨٢) فإنهم جذبوا الموارنة إلى الخضوع لكنيسة رومية فثبتوا فيه بعد أن طرد المسلمون الصليبيين ، إلا أنهم أبدلوا بدعة «المشيئة الواحدة» بما ابتدعته رومية بعد أن قطعتها الكنيسة من شركتها في القرن الحادي عشر.
وفي سنة (٧٢٦) بدأ القيصر لاون الإيصوري محاربة صور الأولياء (الأيقونات وبقاياهم وشايعه أساقفة كثيرون فتأذت الكنيسة من هذه البدعة حتى حكمت عليها في مجمعها السابع المسكوني الذي اجتمع في مدينة نيقية سنة (٧٨٧) على عهد القيصرة ايريني الوصية على ابنها قسطنطين السادس وحضره ثلاثمائة وسبعة وستون أبا. إلا أن هذه البدعة تجددت في الشيع البرتستانتية في أوائل القرن الخامس عشر ولا تزال ترهقها بأضرار جمة عاملة على تشعث إلفتها وتمزق شملها.
وفي سنة (٨٧٩) إلتأم المجمع المسكوني الثامن في كنيسة أجيّا صوفيا وحضره القيصر باسيليوس المكدوني وعماله ليحافظوا على النظام جريا على عادة أسلافه العواهل العظام وثلاثمائة وثلاثة وثمانون رئيس كهنة أثبتوا دستور الإيمان الذي وضعه المجمعان الأول والثاني على ما مرّ قاضين بانتباذ من يزيد فيه أو ينقص منه. ولا يحصى هذا المجمع رسميا مع المجامع السبعة