الجبل عليهم وأصبحت كلمة النصيري أشنع كلمات التحقير.
وقال : إن قوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ،) معناه كمال الدين وكمال الدين هو ولاية علي ، وهذه هي الحكمة المقصودة من نزول القرآن بالتدريج. ويقول العلويون : إنه لما أعلن كمال الإسلام كان لا يزال بعض العقائد مكتوما وخفيا ، ولذلك بقي إلى هذا اليوم مكتوما بخصوصيته ، وبتعبير أصح إن بقاء عقيدة العلويين مكتومة هو من كمال الإسلام وإعلانها مضرّ به لأن الرسول صلىاللهعليهوسلم بشر المؤمنين بولاية علي وبذلك كمل الإسلام ، ولكنه بقي حريصا على كتمان البقية ولذلك كان كتمان البقية من كمال الإسلام أيضا. وهذا هو تعليل تكتم العلويين في عقيدتهم. وهم يقولون أيضا : إن بني هاشم كانوا يعرفون في زمن النبي أحكاما ما كان يعرفها الأمويون ، وإن أهل البيت تعلموا علوما لم يسمعها غيرهم. وهنا مبدأ أسرار العلويين. ومن جملة أسباب تكتم العلويين أن بيعة غدير خمّ لم تكن إلا إفشاء لبعض حقوق أهل البيت والأمر باتباعها واحترامها.
وقال : إن السلطان سليما العثماني لما فتح الشام استدعى عشائر تركية من الأناضول إلى خراسان وقدرها تسعون ألف خيمة أي أكثر من نصف مليون تقريبا وأسكنهم في القلاع في جبال النصيرية والمواقع الغنية المرتفعة منه ، ولم يمض أكثر من خمسين عاما حتى انقرض الأتراك في المنطقة الضيقة التي لم تكن حاصلاتها تكفي سكانها الأصليين ، ولم يبق من الأتراك سوى خمسة عشر ألفا وهم اليوم في الباير والبوجاق وقليل منهم في الساحل ، حافظوا على جنسيتهم ولسانهم ، ومن نزل منهم أرجاء حماة وحمص تغلبت عليه العربية.
وليس بين العلويين اختلاف في المذهب بل تفرقوا عشائر وأفخاذا فمنهم الكلبية وهي من أكبر العشائر والنواصرة والجهينية والقراحلة والجلقية والرشاونة والشلاهمة والرسالنة والجردية والخياطية والبساترة والعبدية والبراعنة والفقاروة والعمامرة والحدادية وبنو علي والبشالوة والياشوطية والعتارية والمتاورة والحلبية والخرزجية والسوارخة والنيلاتية والسرانبة والصوارمة والمهالبة والدراوسة والمحارزة والبشارغة والجواهرة والسواحلية والأنطاكيون