والأطنويون. والنسبة في هذه الأسماء إما إلى أشخاص منهم معروفين عندهم أو إلى قرى ومدن معروفة في أرضهم وغيرها.
وقال أيضا : ليس للعلويين ديانة خاصة أو مذهب خاص كما يظن بعضهم ، بل إن العلويين مسلمون شيعيون جعفريون ، لا تفرق بينهم وبين سائر الجعفرية قيود دينية أو اجتهادات عملية ، ويعتقدون أن الأئمة الاثنى عشر هم معصومون من الخطايا ، وإن أقوال الأئمة دلائل قطعية ، ولا يمكن أن يخالف الإمام القرآن والأحاديث ولا يحق لأحد أن يؤول القرآن ، ولا أن يفرق بين محكمه ومتشابهه سوى أهل البيت ، ولا تنفع عند العلوي القواعد الصرفية والنحوية أو الأصولية في استخراج الأحكام الشرعية ، بل كل ذلك من جملة حقوق أهل البيت. وإن العلويين يمتازون على بقية الجعفرية أي الاثني عشرية بانتسابهم في الآداب الدينية إلى الطريقة الجنبلانية ، وهذا الانتساب هو الذي أدى إلى افتراقهم عن بقية الاثني عشرية. ويرى المؤلف أن يتحد العلويون والشيعة المتاولة والإسماعيلية ، وليس بين هؤلاء وبين العلويين سوى الافتراق الخاص في اعتبار الأئمة بعد جعفر الصادق.
وقد سألنا الأستاذ الشيخ سليمان أحمد من علمائهم فأجاب معتذرا عن التوسع في وصف مذهبهم وختم بقوله : أمة توالت عليها النوائب السياسية والاجتماعية خمسة أجيال فأخملتها أي إخمال ، وانزوى علماؤها وصلحاؤها وعاث الجهل في عشائرها فسادا ، ليس من السهل الكتابة عنها ، وليس بالهين ضلال التاريخ ، وقل من جرى في ميدانه فلم يعثر. لا فرق بينهم وبين الإمامية إلا ما أوجبته السياسة والبيئة وعادات العشائر التي توارثها سكان الشام ، أكثر الناس اختلافا ، وأقلهم ائتلافا ، إذ شيخ مذهبهم الذي ينتمون إليه (الخصيبي) من رجال الإمامية تقرأ ما له وما عليه في كتب الرجال. إنما لهم طريقة كالنقشبندية والرفاعية وغيرهما من الطرق الصوفية بالنسبة إلى أهل السنة. وهذا مصدر التقولات الباطلة عليهم ، وما أبرّئ جهلتهم من كل ما يقال ، ولكن أشهد بالغرض والتغرض على غالب المؤرخين الذين كتبوا عنهم اه.
ويسكن النصيرية أو العلويون اليوم في جبال اللاذقية وطرابلس وحماة