الحنطة تدوفه بالسكر ولب الجوز واللوز والفستق وتطعمه منه وتفرق باقيه على الأهل والجيران.
متى بلغ الطفل الخامسة من عمره يرسل إلى المكتب أو إلى الشيخة أو المعلمة إذا كان جارية ومتى ختم تعلم القرآن العظيم تعمل له حفلة تسمى «نشيدة» يحضر فيها إلى منزل الغلام جماعة الشداة والمطربين ودراويش الطريقة المولوية وبعد أن تقام نوبة سماح يطاف بالغلام ورفقائه بعض شوارع البلدة وهم ينشدون أزجالا في المدائح النبوية ماشيا وراء الغلام حامل المبخرة ورجل آخر ينثر الشعير على رؤوس الناس دفعا لإصابة عيون العين ثم يعود هذا الموكب إلى منزل الغلام وتبسط له الموائد فيأكل وينصرف ويملأ جيب كل ولد فستقا وزبيبا مضافا إليهما شيء من النقود. وقد يختن الولد في هذا اليوم إذا لم يكن ختن من قبل. واعتاد كثير من الناس ختن أولادهم في اليوم السابع من ولادتهم كما اعتادوا ثقب شحمة أذن الأنثى فيه. وقد يفرد لختان الغلام حفلة يدعى إليها الأحباب والأصحاب ويولم لهم ثم يزين الغلام بالحلي والحلل ويركب على برذون مزين ويركب وراءه رديف يقال له العريف ، ويطاف به في الشوارع يتقدمه أحد مشايخ الطرق راكبا على برذون مجلل بسجادة الإرشاد مكللا رأسه بطيلسان أحمر في يده عقافة يشير بها إلى جماعته وهم سائرون أمامه يحملون أعلام طريقتهم ويضربون طبولهم ، وبعد أن ينتهوا من تطوافهم يعودون إلى منزل الغلام وتتلى قصة المولد النبوي وفي ختامها يختن الولد. وقد يرافق هذا الموكب طائفة من الدارعين ولابسى الجواشن والخوذ في أيديهم السيوف والتراس يقفون في فسحات الطرق ويلعبون بعضهم مع بعض بسيوفهم وقد سار وراء جموعهم رجل يقود جملا على ظهره منصة مهندمة يقوم رجل يرتدي كسوة نساء عرب البادية يقال له «عبلة» قد أمسك بيديه صنوجا يرقص بها حتى يصل إلى دار المختون وهذا الموكب يسمى «عراضة».
للغلام في أول يوم يصومه من رمضان طبق يملأ بأنواع الحلوى يفطر عليه. وإذا بلغ الغلام مبلغ الرجال وتاق للزواج تأخذ أمه وذوات قرابته يلتمسن له زوجة تنطبق أوصافها على أذواقهن. والأغنياء يغالون بالمهور