استرضى الطلبة وصانع رئيس الجامعة مع أنه أضعف الأساتذة المشتكى منهم ولا صلة له بالعلم.
أهم المطبوع من كتبي مجلة المقتبس «ثمانية مجلدات وجزآن» صدر منها ثلاث سنين في مصر وخمس في الشام وهي تبحث في الاجتماع والأدب والتربية والتعليم والتاريخ ومنها «رسائل البلغاء» و «غرائب الغرب» و «غابر الأندلس وحاضرها» و «تاريخ الحضارة» و «القديم والحديث» و «رواية المجرم البريء» و «قصة الفضيلة والرذيلة». وأول ما نشرت رواية «يتيمة الزمان» سنة (١٣١٢ ه). وآخره «خطط الشام» وهو كتاب في مدنية الشام وتاريخه صرفت في تأليفه ثلاثين عاما ، وطالعت لأجله زهاء ألف ومائتي مجلد باللغات الثلاث العربية والتركية والإفرنسية ، وأنفقت في سبيل تأليفه نحو ألف وخمسمائة جنيه ، ويدخل في ستة مجلدات وربما كان معجمه في أربعة. وعندي من التآليف التي لم تطبع «حرية الوجدان» و «الحرية المدنية» و «الحرية السياسية» معربة عن جول سيمون الفيلسوف الإفرنسي. ومنها «كنوز الأجداد» و «مكتشفات الأحفاد» و «أمراء الإنشاء» و «أخلاق المعاصرين» إلى غير ذلك من المقالات والأبحاث المنشورة في المجلات والصحف وآخرها مقالاتي وانتقاداتي في «مجلة المجمع العلمي العربي» خلال تسع سنين.
خلقت عصبي المزاج دمويه ، مغرما بالموسيقى العربية ، محبا للطرب والأنس والدعابة ، عاشقا للطبيعة والسياحة. وقد كان للمزرعة الصغيرة التي أورثنا إياها المرحوم والدنا في قرية «جسرين» من قرى الغوطة أثر ظاهر في تربية ملكتي. وبها استغنيت أنا وإخوتي لأول أمرنا عن طرق الأبواب للتحيل أو التسفل للمعاش.
ولم أخل منذ اشتغلت بسياسة البلاد وحتى بعد أن تجردت للعلم المحض ، من جرائد كان من جملة أغراضها ثلبي ، وكثير من الكتاب الذين عرفوا بالسفاهة كانوا يرزقون الجنيهات الكثيرة على حساب النيل مني ، والتطاول عليّ ، وما زلت حتى الساعة لا أخلو من أناس يتطاولون عليّ حب الشهرة ، ينالونها من طريق الطعن بمن اشتهروا ، ولم يحدث لي أن أجبت أحد هؤلاء