للهجرة لما غزا موريق وموريقان بلاد الشام وحملا على هذا الدير وقتلا منه خمسمائة راهب وهدما بنيانه ثم تحولا من هناك إلى قنسرين والعواصم فقتلا الأهلين ونهبا وخربا المساكن ولم يعفيا عن أحد من أتباع مار مارون. وقال الدويهي : كان قرب دمشق فوق نهر يزيد دير على اسم القديس مارون. قال : ولقد استدللنا برسومه وأطلاله الماثلة إلى اليوم على عظمه وشرفه ذكره ابن الحريري المؤرخ فيما كتبه عن الحاكم بأمر الله سنة (٣٨٦). ولا أثر اليوم لدير حماة ولا لدير دمشق.
«دير مار مروثا» وهو دير صغير بظاهر حلب في سفح جبل جوشن على نهر العرجان (العوجان؟). وكان سيف الدولة محسنا إلى أهله وقلما مرّ به إلا نزله ووهب لأهله هبة كبيرة وكان يقول : رأيت أبي في النوم يوصيني به ـ وفي رواية والدته ـ. وله بساتين قليلة ومباقل وفيه نرجس وبنفسج وزعفران ويعرف بالبيعتين لأن فيه مسكنين للرجال والنساء. قال الخالدي وإياه عنى الصنوبري بقوله :
كأنما اختيرت الفصوص له |
|
بين عقيق وبين فيروزج |
أما ترى البيعتين أفردتا |
|
بمفرد الأقحوان والمزوج |
أثوابه المزن كيف ما اتصلت |
|
وناره البرق كيف ما أجّج |
هذا ما رواه ابن فضل الله في هذا الدير ، وفي رواية ياقوت أن هذا الدير ذهب ولا أثر له وقد استجد في موضعه مشهد زعم الحلبيون أنهم رأوا الحسين ابن علي رضياللهعنه يصلي فيه فجمع له المتشيعون بينهم مالا وعمروه أحسن عمارة وأحكمها وفيه أيضا يقول بعض الشاميين :
بدير مارت مروثا ال |
|
شريف ذي البيعتين |
والراهب المتحلي |
|
والقس ذي الطمرين |
إلا رثيت لصبّ |
|
مشارف للحين |
قد شفه منك هجر |
|
من بعد لوعة بين |
قال وفيه يقول الحسين بن علي التميمي :
يا دير مارت مروثا |
|
سقيت غيثا مغيثا |