ولم يزل مطربا ومنشدنا |
|
أبو نواس في دير ميماس |
«دير نجران» بأرض دمشق من نواحي حوران ببصرى وهو دير عظيم عجيب العمارة ولهذا الدير ينادى في البلاد من نذر نذرا لنجران المبارك والمنادي راكب فرس يطوف عامة نهاره في كل مدينة مناد ، وللسلطان على الدير قطيعة يأخذها من النذور التي تهدى إليه.
«دير النقيرة» في جبل قرب المعرة ولا نعرف عنه شيئا.
«دير هزقل» قال الخالدي هو بالشام وذكره دعبل بن علي حين هجا أبا عباد كاتب المأمون فقال :
فكأنه من دير هزقل مفلت |
|
حنق يجر سلاسل الأقياد |
قال ابن فضل الله : ولا أدري في قرب أي مدينة هو.
«دير يونس» ربما كان في جهات الرملة في فلسطين وقد قيلت فيه قصائد كثيرة وما ندري إن كان اختلط بدير في جهات الموصل على جانب دجلة الشرقي وموضعه يعرف بنينوى ، ونينوى هي مدينة يونس.
هذا ما أمكن تلقفه عن الأديار في الإسلام وكان قبل الإسلام أديار مهمة ضاعت أخبارها ولا يستغرب ما قيل في هذه الأديار من الأشعار في سالف الأعصار. فقد كان المسلمون يختلفون إلى الديرة يجعلونها محال النزهة لأنها في أماكن نزهة على الغالب تخيّر بانوها مواقعها ، وبالنظر لتحريج الحكومات الإسلامية في الخمور وإباحة شربها وبيعها لأهل الذمة كان المولعون بالشراب من أهل الشأن وخلعاء الشعراء والأدباء يغشون الأديار فيجدون صدورا رحبة فيشربون ويطربون ولذلك خص الشعراء تلك الأديرة بأشعار لطيفة وقصائد ربما كان فيها شيء من المبالغة ومنها ما نبا عن طور الأدب اليوم ولكنه كان من المألوف في تلك العصور.
وفي ديار الشام اليوم ولا سيما في لبنان وبعض أنحاء فلسطين أديار عظيمة منها ما ورد ذكره في الجريدة التي كتبناها هنا ومنها ما هو من البناء الجديد وفيها المهم بنيانه وهندسته أشبه بقلاع منه بطرابيل وصوامع للمنقطعين للعبادة والتبتل وقد ظهر في يوم ٢٧ أيار ١٩٤٥ وقد قذفت فرنسا مدينة دمشق بحمم مدافعها أن معظم كنائس دمشق للاتين كان فيها ورشاشات وسلاح قاتلوا به السكان وعلى رأسهم الراهبات والرهبان!