ورب صدغ بدا في الخد مرسله |
|
في فترة فتنت من سحر أجفان |
فليت ريقته وردي ووجنته |
|
وردي ومن صدغه أنسي وريحاني |
وعج على دير متى ثم حيّ به ال |
|
ربان بالطرس فالربان رباني |
فهمت منه إشارات فهمت بها |
|
وصنت منشورها في طي كتمان |
واعبر بدير حنينا وانتهز فرص ال |
|
لمذات ما بين قسيس ومطران |
واستجل راحاتها تحي النفوس إذا |
|
دارت براح شماميس ورهبان |
«دير المغان» بحمص في خربة بني السمط تحت تلهم ، وهو دير عظيم الشأن عندهم كبير القدر فيه رهبان كثيرة وترابه يختم عليه للعقارب ويهدى إلى البلاد قاطبة وتتنافس النصارى في موضع مقبرته (ياقوت).
«دير ميماس» نقلت من ياقوت : بين دمشق وحمص على نهر يقال له ميماس وإليه نسب ، وهو في موضع نزه ، وبه شاهد على زعمهم من حواريي عيسى عليهالسلام زعم رهبانه أنه يشفي المرضى. وكان البطين الشاعر قد مرض فجاءوا به إليه يستشفي فيه فقيل : إن أهله غفلوا عنه فبال قدام قبر الشاهد واتفق أن مات عقيب ذلك فشاع بين أهل حمص أن الشاهد قتله وقصدوا الدير ليهدموه وقالوا : نصراني يقتل مسلما لا نرضى أو تسلموا لنا عظام الشاهد حتى نحرقها ، فرشا النصارى أمير حمص حتى رفع عنهم العامة فقال شاعر يذكر ذلك :
يا رحمتا لبطين الشعر إن لعبت |
|
به شياطينه في دير ميماس |
وافاه وهو عليل يرتجي فرجا |
|
فردّه ذاك في ظلمات أرماس |
وقيل شاهد هذا الدير أتلفه |
|
حقا مقالة وسواس وخناس |
أأعظم باليات ذات مقدرة |
|
على مضرة ذي بطش وذي باس |
لكنهم أهل حمص لا عقول لهم |
|
بهائم غير معدودين في الناس |
وحكي أن أبا نواس لما دخل حمص مارا بها دعاه فتى من أدبائها إلى دير ميماس ودعا معه أشجع السلمي فجلسوا يشربون وأبو نواس ينشدهم له ولغيره فقال أشجع :
بحت وجه الصباح بالكاس |
|
ولم تعقني مقالة الناس |
ونحن عند المدام أربعة |
|
أكرم صحب وخير جلاس |
ندير حمصية معتقة |
|
على نسيم النسرين والآس |