ومن جوامعها جامع المعلق بناه محمود بن لطفي الزعيم سنة (٩٦٧) أيام سليمان القانوني وهو في محلة بوابة الحدادين. وجامع العطار وسط البلد بقرب محلة الملاحة والمشهور عند أهالي طرابلس أنه كان كنيسة في زمن الصليبيين ثم تحول إلى جامع بعد الفتح الإسلامي وكان قد تداعى بناؤه ، فأقيم وفي أعلى بابه الشرقي مكتوب هذا التاريخ «البسملة. هذا الباب المبارك والمنبر من عمل المعلم محمد بن إبراهيم المهندس في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة». وجامع البرطاسي في جانب الجسر العتيق على نهر أبي علي وفي الكتابة التي فوق بابه يقول : بنى هذه المدرسة عيسى بن عمر البرطاسي ووقفها على المشتغلين بطلب العلم على مذهب الإمام الشافعي ولم يعلم الزمان الذي تحولت فيه إلى جامع وقد ذهب من أصل الكتابة التاريخية القسم الذي يذكر به زمن البناء غير أن أسلوب تلك الكتابة وطرز بنائه الفخم ودقة الفسيفساء التي على محرابه وفي أرضه تدل على أن بانيه من الأثرياء أيام دولة المماليك البحرية. وجامع الأويسية بني في دولة المماليك غير أنه لم يكن عليه كتابات تاريخية إلا ما كان في أعلى منارته وفيها ذكر أنه جدّد بناءها أيام السلطان سليمان القانوني سنة (٩٤١) رجل اسمه حيدرة وفي وقفية الجامع أن اسم بانيه محيي الدين الأويسي.
وجامع عبد الواحد وراء سوق الصاغة بناه عبد الواحد المغربي المكناسي أيام السلطان محمد بن قلاوون للمرة الثالثة سنة (٧٠٥) وعليه زبرت كتابة تشعر بذلك. وجامع التفاحي ويسمى اليوم بالحميدي لم يبق من بنائه الأصلي أثر وتجدد بناؤه حوالي سنة (١٣١٠) بمعاونة أهل الخير وإعانة السلطان عبد الحميد الثاني فنسب إليه. وجامع محمود بك السنجق وهذا بناه في طرف البلد تقريبا للجهة الشرقية بالمحلة المعروفة بباب التبانة سنة (١٠٢٠) في عهد السلطان أحمد من ملوك بني عثمان ووقف عليه أوقافا كثيرة لم تزل قائمة إلى الآن. وجامع الطحام داخل البلد ولم يعلم اسم بانيه ولا تاريخ بنائه وشكله وطرز منارته يدل على أنه بني زمن المماليك.
هذه جوامع طرابلس وقد وصف ناصر خسرو المسجد الأعظم فيها أواخر النصف الأول من القرن الخامس بقوله : والمسجد الأعظم قائم في وسط المدينة وهو جميل للغاية ، مزدان بأحسن زينة ، ومبني على غاية القوة